مرض الذئبة الحمراء الجهازية أو (systemic lupus erythematosus) هو أحد الأمراض المناعية الذاتية بحيث يقوم الجسم بمهاجمة خلايا الجسم وأنسجته مما يتسبب بحدوث التهابات ومشاكل وعيوب في المكان الذي تم الهجوم عليه. ويهاجم هذا المرض عدة أعضاء من الجسم وبالتالي فإنه يتسبب في إتلافها، ولهذا المرض فترات يكون فيها نشطا وفعالا وفي فترات آخرى يكون هذا المرض خاملا وساكنا. والغالبية العظمى ممن يصاب بهذا المرض هم من الإناث تحديدا أولئك اللاتي يكن ما بين سن 15 عاما و45 عاما، ولكنه أيضا قد يصيب كافة الأعمار من حديثي الولادة إلى كبار السن. ويعرف مرض الذئبة الحمراء الجهازية اختصارا (sle).
في الوضع الطبيعي يستجيب الجهاز المناعي للأجسام الغريبة عنه وعن جسم الإنسان كالبكتيريا والفيروسات وغيرها وبناء عليه يقوم الجهاز المناعي بالإستجابة لهذه الأجسام ومهاجمتها والقضاء عليها. وأما في حالة الأمراض المناعية الذاتية فإن هذا الجهاز لا يعود قادرا على التعرف على خلايا الجسم وأعضائها فيقوم بمهاجمتها معتقدا أنها أجسام وخلايا غريبة ويعمل على تدميرها. والسبب الحقيقي وراء حدوث هذا المرض غير معروف إلى الآن إلا أن هناك بعض العوامل التي تؤدي إلى حدوثها ومنها التعرض إلى الإشعاعات بكثرة ومنها الأشعة فوق البنفسجية أو تلك المستخدمة في آلات الفحص الإشعاعية أو كنتيجة لتعرض للملوثات البيئية الأخرى أو تناول بعض أنواع الأدوية والتعرض للعدوى. ويجدر بنا الذكر أنه لا بد من الشخص أن يكون لديه استعداد وراثي لذلك، إما ما سبق ذكره تكون مجرد مؤثرات ومحفزات لتفعيل هذا المرض.
إقرأ أيضا : الذئبة الحمراء والقلب
وكم تم ذكره سابقا فإن هذا المرض يؤثر على عدة أعضاء وبالتالي فإن أعراضه متعددة، ومنها أنه يؤثر على المفاصل والعضلات فهي تتسبب بألم وإجهاد فيها إضافة إلى تورمها وقد تتشابه أعراضها لتشبه أعراض الروماتيزم. ومن الأعراض الأخرى حدوث الفشل الكلوي والتهابات في عضلة القلب وتجويفاتها مع زيادة إفراز السوائل فيها وتصلب الشرايين وتصل أحيانا إلى مرحلة الغرغرينا. ولا تخلو تأثيرات هذا المرض من إصابة الجلد فهو يتسبب بظهور حبوب على الوجه وإحمراره بشكل مميز ويزداد هذا الإحمرار مع التعرض إلى الشمس ويزداد سمك الجلد أيضا والتعرق الزائد مع سيلان اللعاب بكثرة. يصاب الإنسان أيضا بضيق وصعوبة في التنفس والتهاب تجويف الرئتين وزيادة في إفراز السوائل هناك. وتحدث أيضا التهابات في المسالك البولية وتأثيراتها من ألآم في الخاصرة، وتضطرب أعصاب الإنسان ويشعر بالصداع. وقد يتضخم الطحال وتتورم الغدد اللمفاوية.
