لاتفيا
لاتفيا هي بلد صغير المساحة وقد لا يعرفه الكثيرون، لكن هذه البلد تتميز بجمالها الذي يجعل منها تحفة فنية، فما يقارب نصف هذه البلد عبارة عن غابات خضراء، وفيها العديد من البحيرات والأنهار، والشواطئ الرملية المطلة على بحر البلطيق، وربما ما يميزها ليس فقط جمالها الطبيعي، فهي ذات تاريخ عريق وتنوع ثقافي واسع، كما أن لها موقعا مميزا جعل منها مطمعا للعديد من الدول الأخرى.
في عام 1991 ميلادي تمكنت هذه الدولة من الانتهاء والتخلص من الاحتلال والغزاة الذين استهدفوها طمعا فيها لوقوعها مثل حلقة للوصل بين قارة أوروبا والشرق الأوسط، مع أنها قد استقلت منذ عام 1918 ميلادي ولكنها لم تكن مستقرة بشكل كامل وفيها العديد من الصراعات التي للألمان والسوفيات دور أساسي فيها، ولكنها على الرغم من ذلك تمكنت من استعادة السيطرة الكاملة وأصبحت مستقرة ومستقلة بشكل كامل.
السياحة في لاتفيا
في الفترة الأخيرة ازدادت أعداد السياح الذين يتوجهون لهذه الدولة للاستمتاع بقضاء الأوقات المميزة بين الطبيعة الغناء والتجول في أرجاء البلاد ومدنها الرائعة، فمدينة ريغا هي العاصمة للاتفيا كما أنها أكثر الأماكن جذبا للسياح، والسبب في ذلك يعود لأنها عامرة بالتراث والأماكن التاريخية المميزة والتي تنقل الزوار للعصور الماضية، وهذه المدينة من المدن التي تم ضمها لمنظمة اليونيسكو العالمية للتراث، وفي هذه المدينة العديد من الأماكن المميزة مثل القرية القديمة "أولد تاون" التي تحتوي على العديد من الآثار التاريخية التي تعود لحضارات العالم المختلفة، كما أن المدينة تحتوي على كنيسة القديس بطرس التي تم بناؤها منذ عام 1209 ميلادي.
تشتهر هذه الكنيسة بتصميمها الفريد؛ فلها برج عال جدا، وبالقرب منها تقع الكاتدرائية التي تعرف باسم دوم، تعد هذه الكاتدرائية من الأماكن التاريخية المميزة والتي تم بناؤها في عام 1211 ميلادي، وفي المدينة أيضا يوجد مبنى الرؤوس السوداء والذي تم بناؤه في القرن الرابع عشر ولكنه دمر في الحرب العالمية الثانية، وقد تمت إعادة ترميمه وإصلاحه في عام 1999 ميلادي ليصبح المقر المؤقت لرئيس الجمهورية.
تحتوي مدينة ريغنا على تمثال الحرية الذي يبلغ ارتفاعه مايقارب 42 مترا، وهذا التمثال محاط بأشجار حديقة سنترال بارك المميزة، كما أن هذه المدينة تحتوي على دار للأوبرا الوطنية التي بنيت منذ عام 1863 ميلادي، وفي القدم كانت دار الأوبرا تعرف بالمسرح الروماني حتى تم تجديدها وإصلاحها في عام 1955 ميلادي.
تضم البلدة القديمة العديد من الأماكن السياحية الجميلة مثل مسرح الدراما الروسي والذي يعد الأقدم من نوعه خارج حدود البلاد الروسية، وقد تم بناء هذا المسرح في عام 1883 ميلادي، وفي البلدة القديمة أيضا العديد من المقاهي والفنادق القديمة والتي تعتبر من الأماكن التاريخية في البلاد والتي تحتوي على بعض التحف واللوحات التي تعود لفترة العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي، كما أن لاتفيا تعد ثاني البلدان ترتيبا من بعد سويسرا، كما أن الغابات الطبيعية فيها تصل لحوالي 45% من مساحة البلاد، وفيها حوالي ثلاثة آلاف بحيرة و12 ألف نهر.
من المدن الجميلة في لاتفيا مدينة سيغولدا، تتواجد هذه المدينة بالقرب من سهل غويا؛ فهذه المدينة تجذب العديد من السياح كونها تضم أكثر من 500 معلم سياحي تاريخي مثل الحصون المشيدة فوق التلال، والقصور القديمة، والكنائس التي تم بناؤها في العصور الوسطى، كما أن في هذه المدينة أماكن مجهزة للطيران العمودي، وأماكن للقفز من على أربعين مترا، وفيها أماكن خاصة بالتزلج، ومما يجذب السياح أيضا جمال شواطئ لاتفيا ومناطقها الساحلية المميزة خاصة منطقة يورملا التي تعد أكبر المدن على ساحل البلطيق والتي تعد متحفا متكاملا.