سيدنا يوسف عليه السلام
هو يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، وكان سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام هو الأحب والأقرب لأبيه من بين كل إخوته، وعندما كان سيدنا يوسف عليه السلام طفلا صغيرا رأى رؤية غريبة قصها على والده بأنه رأى أحد عشر كوكبا والشمس والقمر ساجدين له والتي جاءت في قوله تعالى: (إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين) صدق الله العظيم، ولخوف سيدنا يعقوب على سيدنا يوسف منعه من سرد الرؤيا على أحد خاصة إخوته وذلك في قوله تعالى: ?لا تقصص رؤياك على إخوتك?.
مولده
ولد سيدنا يوسف في منطقة تسمى بـ (فدان أرام) والتي توجد في العراق، وفي ذلك الوقت كان سيدنا يعقوب عند خال سيدنا يوسف (لابان)، ويذكر أن يعقوب كان يبلغ من العمر (91) عاما في وقت مولد يوسف، ثم عاد به سيدنا يعقوب وهو صغيرا (يوسف) لبلاد الشام وهي مهجر آل سيدنا إبراهيم، وعاش سيدنا يوسف قرابة (110) سنة وتوفي في مصر، ونقله إخوته بعد مماته إلى نابلس في بلاد الشام ليدفنوه هناك كما أوصاهم ، وكان ذلك في زمن سيدنا موسى عليه السلام، ومما يجدر ذكره أن هذه المعلومة ليست من القصة القرآنية إنما من الروايات التاريخية التي قد تصيب وتخطئ.
قصة عفته
كان يعقوب متعلقا بشكل كبير بابنه يوسف ويخاف عليه كثيرا لما رأى فيه من أمارات الصلاح وربما النبوة، مما أثار في قلوب إخوته الغيرة والحسد، ففكروا بأن يتخلصوا منه بأي طريقة ليخلوا لهم قلب يعقوب، فقاموا بمراودته والتحايل عليه ليأخذوه معهم للصيد والرعي فوافق أباهم بعد إصرارهم على ذلك وكان الرعي يطول ويستمر لعدة أيام أحيانا، فبعد أن أخذوه معهم ألقوه في بئر ووضعو على قميصه دم، حتى يصدقهم يعقوب بأن يوسف أكله الذئب ومات، فالتقطته قافلة وأخذوه معهم وباعوه في مصر كعبد لهم واشتراه عزيز مصر، ويذكر أن ذلك كان في العام 1600 قبل الميلاد على زمن الملك أبابي.
كبر سيدنا يوسف وكان يتصف بشدة الجمال لدرجة أن امرأة العزيز شغفت به حبا، وأصبحت تدبر له المكيدة وغلقت الأبواب تريد منه المعصية وذلك في قوله تعالى: (وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون) ، ولكنه رفض فعل ذلك وفضل السجن على أن يقوم بذلك، وبعد فترة دخل معه السجن رجلين أتهما بمحاولة تسميم الملك، وهم في السجن سألا يوسف عن رؤياهم كونهما يرونه صالحا ، فالأول رآى أن الطيور تأكل الخبز من على رأسه، ورآى الثاني أنه يعصر الخمر، فأخبرهما بتفسير رؤياهم ، فقال للأول أنه سيصلب وتأكل الطيور من رأسه والثاني أخبره بالنجاة من السجن وطلب يوسف منه أن يذكره عند الملك ولكن الفتى نسي ذلك ، وفي يوم رأى الملك رؤيا لم يستطع أحدا تفسيرها، فأرشدهم الفتى الذي نجا من السجن إلى يوسف، وقام بتفسيرها له وأخرجه من السجن، وبعد سنوات جاء إخوة سيدنا يوسف لشراء الطعام من مصر فتعرف عليهم يوسف وهم لم يعرفوهفطلب منهم أن يحضروا معهم أخوهم من أبيهم (أخو يوسف من أمه)، وراودوا أباهم وأخذوا معهم أخو يوسف كما طلب منهم، ثم وضع يوسف مكيال الملك في البضاعة التي بحوزة أخيه، وسألهم ما مصير السارق، فأخذه عبدا له، وعادوا لأبيهم وقالوا له أن أخاهم سارق، فاحتسبه عند الله، ثم عاد الإخوة يترجون الملك بأن أباهم مسه الضر ويطلبون إعادة أخايم، هنا عرفهم يوسف نفسه وسامحهم بما فعلوا به وطلب منهم أن يحضروا أباه وقومهم إلى مصر.