البحث عن سيدنا إدريس

عندما أراد الله جل جلاله أن يجعل في الأرض خليفة لعمارتها وإحيائها هيأ لهذه المهمة خلقا هو الإنسان، فكان أن خلق الله أول بشر وهو سيدنا آدم عليه السلام، وجعل الله من آدم عليه السلام ذرية تعمر الأرض، وجعل الرسالة والنبوة في أبينا آدم عليه السلام ليكون أول نبي ورسول وبشر على وجه الأرض.

إن الموت قد كتبه الله على كل الخلق بمن فيهم الأنبياء، لذا فقد أرسل الله مئات الرسل والأنبياء ليكونوا مبلغين للناس بتوحيد الله وعبادته دون إشراك به جل جلاله، وليصلوا بالإنسان الى معرفة الله والغيب الذي أخفاه عن عقولهم فلا يصلون إليه إلا بنور الوحي والرسالة.

ومن الأنبياء الذين اصطفاهم الله بشرف النبوة هو إدريس عليه السلام، وهو من أقدم الأنبياء عليهم السلام واسمه كما ورد في التاريخ هو إدريس بن يرد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم، وهو كما أسلفنا من أوائل الذين اصطفاهم الله عز وجل بالنبوة؛ حيث كان بعد آدم عليه السلام.

نبي الله إدريس ورد عنه أنه أول من خط بالقلم، وقد عايش سيدنا آدم عليه السلام، ويقال إنه عاش معه قرابة ثلاثمائة وثماني سنوات.

إدريس عليه السلام من الأنبياء الذين ورد اسمهم صريحا في القرآن الكريم، وذلك في سورة مريم؛ حيث يقول الله عز وجل:( واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا، ورفعناه مكانا عليا)، ومن خلال هذا الذكر للنبي إدريس عليه السلام في القرآن الكريم فقد أصبح واجبا علينا الإيمان به وبأنه من أنبياء الله الكرام، وقد وصفه الله تعالى بأنه كان من الصديقين.

اختلف أهل العلم في وفاة إدريس عليه السلام، وكيف أن الله قد رفعه إليه مكانا عليا، وهل هو كعيسى عليه السلام في حالته مرفوعا عند الله في السماء، والراجح فيه أن الله أمر بقبض روح سيدنا إدريس عليه السلام في السماء الرابعة، فكان ملك الموت حاضرا لقبض روح النبي الكريم في تلك السماء، وقد ورد في حديث الإسراء والمعراج أن النبي محمد عليه الصلاة والسلام قد التقى بنبي الله إدريس عليه السلام في السماء الرابعة وسلم عليه.

ومن المعروف أن قصص الأنبياء فيها كثير من أقوال بني إسرائيل أو ما يسمى بالإسرائيليات وقد وقع في قصة إدريس عليه السلام الكثير منها، ويخلط بعض الناس فيظنون بأن إدريس عليه السلام هو نفسه إلياس عليه السلام والصحيح أنهما مختلفين، وقد ورد ذكر كل واحد منهما منفردا في القرآن الكريم.