سورة البقرة
أنزل الله سبحانه وتعالى على نبيه محمد عليه الصلاة والسلام سورة عظيمة تشتمل على كثير من العبر والأحكام ألا وهي سورة البقرة، فسورة البقرة هي سورة مدنية وتعتبر السورة الأطول في القرآن الكريم؛ حيث يبلغ عدد آياتها مئتين وتسعة وثمانين آية، وترتيبها في القرآن الكريم الثانية بعد سورة الفاتحة، فتعرف ما هو فضل هذه السورة العظيمة؟ وتعرف ما هو سبب تسميتها بهذا الاسم.
فضل سورة البقرة
تسمى سورة البقرة إلى جانب سورة آل عمران بالزهراوين، وقد بين النبي عليه الصلاة والسلام فضلها في عدد من الأحاديث، ففي صحيح مسلم يحذر النبي الكريم المسلمين من جعل بيوتهم مقابر، وبين أن الشيطان ينفر من البيت الذي تذكر فيه سورة البقرة، وفي الحديث الآخر الذي ذكره مسلم في صحيحه أنها تأتي مع سورة آل عمران يوم القيامة كأنهما غمامتان تحاجان عن صاحبهما، ومن قرأ سورة البقرة في ليلة لم يقرب بيته الشيطان ثلاث ليال، والبقرة هي سنام القرآن وشفاء للأمراض والأسقام.
سبب تسمية سورة البقرة بهذا الإسم
ذكر الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة قصة موسى عليه السلام مع قومه، ومن بين المواقف التي ذكرت قصة بقرة بني إسرائيل، فقد كان في بني إسرائيل رجل غني، ويوجد له رجل وحيد ليرثه، فطمع هذا الرجل في الميراث واستعجل موت وارثه فقام غيلة بقتله والتخلص منه، وقد جاء هذا القاتل إلى نبي الله موسى عليه السلام يسأله عن قاتل قريبه الذي قتله هو بنفسه، فما كان من موسى عليه السلام سوى أن يطلب من بني إسرائيل أن يذبحوا بقرة، وبين لهم أن هذا الطلب هو بأمر الله تعالى.
قابل بنو إسرائيل طلب موسى عليه السلام بالاستهزاء، فشدد الله عليهم بسبب ذلك، فقالوا لنبيهم ادع لنا ربك يبين لنا صفة هذه البقرة، فقال لهم موسى عليه السلام إنها بقرة متوسطة العمر لا كبيرة ولا صغيرة، وبعد ذلك راجعوه مرة أخرى يسألونه عن صفتها ولونها، فقال لهم موسى عليه السلام إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين، أي إن لونها صاف نقي، ثم عادوا مرة أخرى يسألونه عنها فقال لهم إنها بقرة لم تذلل للعمل أو الحرث أو السقاية، فوجودها عندئذ عند امرأة لها أطفال أيتام فطلبت منهم وزنها ذهبا فدفعوا الثمن لها، وبعد أن أحضروها أمرهم نبي الله موسى أن يذبحوها وأن يضربوا ببعضها جسد المتوفي، ففعلوا ذلك فاستيقظ المتوفي من موته وأخبر عن قاتله ثم عاد ميتا، وقد سميت هذه السورة بهذا الاسم نسبة إلى بقرة بني إسرائيل .