سورة الناس السورة الأخيرة في المصحف الشريف تحمل الرقم مئة وأربعة عشر، وهي سورة مكية من قصار سور القرآن الكريم؛ إذ يبلغ عدد آياتها ست، تدور جميعها حول قضية واحدة وهي الالتجاء والاعتصام والاستعانة بالله تعالى من شرور الإنس والجن؛ فجعل الله سبحانه وتعالى سورة الناس وسورة الفلق معا ويطلق عليهما اسم المعوذتين الحصن المنيع لحماية المسلم في نهاره وليله، ومن سنن النبي صلى الله عليه وسلم قراءتهما مع سورة الصمد ثلاث مرات صباحا وثلاث مرات مساء كل يوم؛ فهم بإذن الله يكفون عن المسلم الشرور والأذى، كذلك كان من سنة النبي صلى الله عليه وسلم قراءة هذه السور معا قبل النوم؛ للحماية والوقاية من الشر والأذى من قبل إبليس وأعوانه ومن الإنس أيضا.
سبب نزول سورة الناس
نزلت سورتي الناس والفلق معا على النبي صلى الله عليه وسلم في مكة بواسطة جبريل عليه السلام الذي رقى بهما النبي صلى الله عليه وسلم لما سحره اليهود؛ فأصاب النبي صلى الله عليه وسلم الإعياء والتعب نتيجة هذا السحر؛ فقد طلب اليهود من غلام يخدم في بيت النبي صلى الله عليه وسلم أن يأتي لهم بمشاطة من مشاطة الرسول- أي شعره- وعدد من أسنان المشط، ففعل ما طلبوه منه، وتولى أمر السحر لبيد بن الأعصم اليهودي؛ فعقد السحر على وتر بعدد عقدات بلغت إحدى عشرة عقدة؛ فكلما قرأ النبي صلى الله عليه وسلم هاتين السورتين انحلت عقدة من عقد السحر حتى زال عنه تماما.
إقرأ أيضا : سبب نزول سورتي الفلق والناس
في رحاب سورة الناس
- الآية الأولى: بدأ الله تعالى السورة بفعل الأمر قل؛ للتأكيد أن الله هو الرب الوحيد للناس وهو خالقهم ومدبر أمرهم ومصلح حالهم.
- الآية الثانية: التأكيد أن الله الملك وله الملك الكامل، والسلطان القاهر على الناس.
- الآية الثالثة: تأكيد ألوهية الله تعالى؛ فقال: إله الناس أي معبودهم، وقد تبعت هذه الآية ما قبلها؛ لأن الملك قد يكون إلها، وقد لا يكون؛ فبين أن اسم الإله من أسمائه تعالى التي لا ينازعه عليها أحد.
- الآية الرابعة: الاستعاذة من شر الوسواس الخناس وهو الشيطان الذي يخنس- ينقبض ويسكن- إذا ذكر الله، ويسر ويوسوس إذا لم يذكر.
- الآية الخامسة: الشيطان يوسوس للناس والوسوسة هي الدعاء إلى طاعة الشيطان بكلام خفي يصل مباشرة إلى القلوب التي في الصدور من غير سماع صوت.
- الآية السادسة: توضيح أن الوسوسة نوعان هما: جني وإنسي؛ فوسوسة الجني كما أسلفنا، أما وسوسة الإنسي بأن يجعل من نفسه الناصح الأمين المشفق على الآخرين، فيبث في الصدور ما أراد من كلام ظاهره النصيحة، وباطنه عكس ذلك.
