ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز عددا من قصص الأنبياء التي كان في كل منها الكثير من العبر والآيات لذوي الألباب، ومن بين تلك السور كانت سورة يوسف التي أنزلها الله سبحانه على نبيه محمد عليه الصلاة والسلام في الفترة المكية للدعوة الإسلامية، وقد ناسب أن تنزل في هذه الفترة لحكمة الله آيات تشتمل على العقائد وتذكر قصص الأنبياء والسابقين بما يثبت قلب النبي الكريم والذين آمنوا معه اتجاه ما كانوا يلاقونه من أذى وتنكيل من قبل الكافرين، وقد اشتملت سورة يوسف على ذكر قصة يوسف عليه السلام، وما حصل له قبل التمكين، وهي سورة عدد آياتها مئة وإحدى عشرة، فتعرف ما هو فضل هذه السورة الكريمة؟ وتعرف على ما هى أبرز الدروس المستفادة منها؟
فضل سورة يوسف
لم يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام ولم يصح حديث في فضل سورة يوسف، وإن كان ذلك لا ينفي فضلها فكل سورة القرآن الكريم سور عظيمة تشتمل على الأحكام والآيات والعبر والإعجاز، كما أن فيها الشفاء لصدور المؤمنين، ولأن هذه السورة العظيمة قد نزلت في عام الحزن على النبي الكريم يوم فقد عمه أبا طالب وزوجته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها كانت هذه السورة مما أزال الهم والحزن عن قلب النبي الكريم، لذلك يرى عدد من علماء المسلمين استحباب قراءة هذه السورة العظيمة للمهموم والحزين؛ لأنها تحمل كثيرا من أسرار الفرج بعد الشدة واليسر بعد العسر.
إقرأ أيضا : كم هو عدد اخوة النبيّ يوسف
دروس مستفادة من السورة العظيمة
وإن سورة يوسف تشتمل على كثير من الدروس والعبر، ومن هذه الدروس نذكر:
- كتمان الأخبار التي يخشى إذا علم بها الآخرون أن تسبب الضرر للإنسان، فسيدنا يوسف عليه السلام عندما رأى رؤيا سجود الشمس والقمر والكواكب له أمره أبوه يعقوب عليه السلام أن يكتم هذه الرؤيا؛ حتى لا يكيد له إخوته كيدا يضره.
- الثبات على الحق ومجابهة الفتن، فسيدنا يوسف عليه السلام بقي ثابتا على دينه ودعوته ومنهجه أمام إغراءات امرأة العزيز وفتن السلطان حتى تحمل في سبيل ذلك آلام السجن، وقد كانت عاقبة ثباته على الحق أن مكن الله له في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء.
- حقيقة الحسد، فقد أمر سيدنا يعقوب عليه السلام إخوة يوسف أن يدخلوا من أبواب مختلفة وألا يدخلوا من باب واحد؛ وذلك لأنه خشي عليهم من الحسد والعين لجمالهم.
- الفرج بعد الشدة، واليسر بعد العسر سنة إلهية للأنبياء والصالحين، فقد صبر يعقوب عليه السلام على بعد ابنه وفقدانه، وكانت عاقبة الصبر الجزاء الحسن في الدنيا حينما جمع الله شمل العائلة من جديد مع ما ينتظرها من الجزاء الحسن في الآخرة.
