زهير بن أبي سلمى
المزني هو واحد من أهم وأشهر شعراء العرب ويلقب بـ (حكيم الشعراء) في العصر الجاهلي، ويعتبر زهير بن أبي سلمى المزني واحدا من ثلاثة شعراء تقدموا على سائر شعراء العرب في ذلك الوقت، وهم النابغة الذبياني، وامرؤ القيس، وزهير.
حياة زهير بن أبي سلمى
ولد زهير بن أبي سلمى في بلاد غطفان القريبة من المدينة المنورة، وأقام بالقرب من ديار نجد في منطقة الحاجز، تزوج زهير مرتين، حيث تزوج في المرة الأولى من أم أوفى التي طلقها بسبب موت أولاده منها، وتزوج بعدها من كبشة بن عمار الغطفانية ورزق منها بولدين.
ورث زهير بن أبي سلمى الشعر عن أبيه، وأيضا استفاد من الشاعر أوس بن حجر وهو خاله زوج أمه، وزهير أخ لشاعرتين هما سلمى والخنساء، وورث الشعر لولديه كعب وبجير، ولأحفاده وأبنائهم، ومن أهم أحفاده الشعراء العوام وعمرو بن سعيد.
ويعد زهير بن أبي سلمى من المعمرين، حيث ذكرت بعض الروايات أنه قد تجاوز المئة من عمره، وقد توفي قبل بعثة محمد عليه الصلاة والسلام بوقت قصير.
وقد قيل إن زهيرا كان ينظم قصيدته في شهر من الزمان، ويهذبها في سنة، لهذا أطلق اسم الحوليات على قصائده، وقد قال عنه الناس إنه من أشعر شعراء الجاهلية، وقد ذكر أن الخليفة عمر بن الخطاب كان من أشد المعجبين بزهير، حيث وصف عمر بن الخطاب زهيرا بقوله: (لا يتتبع حوشي الكلام، ولا يعاظل في المنطق، ولا يقول إلا ما يعرف، ولا يمدح أحدا إلا بما فيه) وأيد كلام عمر عن زهير الكثيرون من بينهم الخليفة عثمان بن عفان وعبد الملك بن مروان، إذ اتفقت آراؤهم على أن زهيرا صاحب أبين بيت وأصدق بيت وأمدح بيت.
شعر زهير بن أبي سلمى
عني قدماء الباحثين والمحدثين بشرح دواوين زهير بن أبي سلمى، ومن أبرزهم ( الأعلم الشنتمري)، والمستشرق (لندبرغ)، حيث يدور شعر ديوان أبي سلمى في مجمله حول الفخر والمدح ودور الشاعر في الظروف التي أحاطت في حرب السباق، وقد توجت الحكمة أبيات قصائده بهالة من الوقار التي تعكس الحكمة التي تحلى بها زهير بن أبي سلمى.
لم يقتصر الاهتمام بقصائد زهير على العرب، فقد أولى المستشرقون الغربيون شعراء المعلقات وحياتهم جل اهتمامهم، حيث ذكرت ليدي آن بلنت وفلفريد شافن بلنت في الكتاب الذي صدر في بدايات القرن العشرين بأن لزهير بن أبي سلمى شخصية مناقضة لامرئ القيس وطرفة بن العبد، حيث كان طرفة وامرؤ القيس يوصفان بالطيش وعدم الانضباط في الحياة، وحتى موتهما كان في ريعان الشباب في حوادث مأساوية، على العكس من زهير الذي عاش طويلا وتميز بحكمته وأخلاقه التي جعلته يحظى بالكثير من الإجلال والاحترام.