التأثير ونتائج في الآخرين
لم يخلق الله تعالى المعرفة ويضعها في يد إنسان واحد، كما أنه لم يهب العقل والروح لشخص واحد فقط أو لجماعة من الأشخاص؛ بل وزع هذه الثروات الهائلة التي لا تقدر بثمن على مختلف أصناف الناس في شتى أصقاع المعمورة، وجعل الأفكار والمعارف تتأثر بالبيئة المحيطة بالإنسان، مما عمل على تولد أفكار جديدة طوال الوقت وفقا لعدد من المعايير والمؤثرات التي تتأثر الأفكار بها.
يعتبر العقل الإنساني مخزنا لكم هائل من الأفكار، كما وتعتبر النفس الإنسانية مخزنا أيضا لكم هائل من المشاعر، وحتى يحصل النمو والتطور في هذه الحياة فإنه لا بد من تناقل هذه الأفكار بين الناس، كما أنه لا بد من تناقل المشاعر بينهم، وهو ما يعرف بالقدرة على التأتير في الآخرين؛ بحيث يصير الآخرون أقدر على استلهام أفكار الإنسان ومشاعره من أجل النهوض والعمل، وفيما يلي نذكر بعض الطرق ووسائل التي يمكن للإنسان أن يؤثر بها في الآخرين.
طرق ووسائل التأثير ونتائج في الآخرين
- يجب اتباع أسلوب القدوة حتى يستطيع الإنسان نقل بعض الأفكار التي ينضوي عليها؛ فالناس تحب أن ترى أمامها تطبيقات عملية للأفكار قبل أن تتبناها، فهذا يولد لديها شعور بالراحة، ونجاحها عند التطبيق العملي، ولعل العظماء في هذا العالم هم أكثر من فهم ذلك، فاستطاعوا أن ينقلوا أفكارهم إلى الآخرين من خلال التطبيق العملي للفكرة أمام الناس.
- استعمال بعض الوسائل غير التقليدية؛ كالفن، والأدب؛ فهاتان الوسيلتان تمتلكان قدرات عجيبة على التأثير ونتائج في الآخرين، فتكون لدى الإنسان قدرة على بث الفكرة أو الإحساس من خلال المجاز؛ فالتوجيه المجازي أبلغ من التوجيه المباشر، ويمكن في عصرنا الحالي توظيف فن السينما والتوسع باستعماله أكثر في هذا الباب؛ فالأفلام العظيمة على مر التاريخ هي الأفلام التي ألهمت الناس وأنارت أمامهم الدروب المظلمة، وجعلتهم أقدر على اكتشاف عوالم جديدة فيهم لم يكونوا قادرين على اكتشافها.
- تمثل الأخلاق الفاضلة والحسنة عند التعامل مع الآخرين؛ إذ إن الناس يستطيعون الذهاب مع أي شخص إلى آخر الشوط حتى لو كان فارغ المحتوى لمجرد أنه تعامل معهم بأسلوب حسن وأخلاقي، في حين أنهم ينفرون مباشرة من أي شخص يتعامل معهم بفظاظة حتى لو كان ينضوي على محتوى فكري أو إنساني عال جدا. قال تعالى في كتابه الكريم: (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين).