كم كانت فرحة إيطاليا عظيمة، عندما أقدم رجل من أبنائها باختراع جهاز الراديو، وهو العالم ( غوليلمو ماركوني )، حيث كان هذا العالم هو الأول عالميا من تمكن بدخول عالم الأمواج، المعروفة بـ ( الأمواج اللاسلكية )، حيث كان له الفضل الأكبر في اكتشاف هذه الموجات التي تدعى ( أمواج كهرومغناطيسية ).
كان ماركوني ينتمي لأسرة معروفة بغناها، وهذا الأمر ما ساعده لأن يقوم بتجارب عدة في مجال اللاسلكي، وقد نجح في تجاربه حيث قام باختراع – إضافة إلى الراديو – أيضا ( الإبراق اللاسلكي )، فيحمل اختراعه هذا ويسرع إلى بريطانيا ليقوم بعرضه للجهاز وتسجيله في الاختراعات، وقام إثر ذلك بتأسيس شركة خاصة به لتطوير هذا الجهاز والعمل عليه.
لقد قام ماركوني بصنع الجهاز الأول للراديو اللاسلكي، وكان ذلك في عام 1901 م، وحيث استطاع أن يستقبل عبر الأثير رسالة، وقد نجح في ذلك، وبعد ذلك قام بتطوير هذا الجهاز الصغير، لينشئ في بيته محطة لاسلكية، وكان لفوائد اختراعه للرسائل اللاسلكية، أنه قد تم استخدامها من قبل قادة السفينة ( فيكتوريا ) عندما غرقت في البحر، فتم إرسال رسائل لإنقاذها، وبذلك قد تمكن فريق الإنقاذ الذي حضر، من إنقاذ أعدادا كبيرة ممن كانوا على متنها.
يذكر بأنه لم يعرف الراديو على نطاق واسع كاستخدام للعموم حتى عام 1920 م، وقد قام ماركوني بإرسال إشارات إشعاعية، ومن مسافات متغيرة ومختلفة، فكان أول من تمكن من لك، حيث عبرت هذه الإشارات إلى المحيط الأطلسي، وبذلك كان لإنجازه هذا تغيرا عظيما وخاصة في مجال السفن الحربية، إذ أنها تستطيع بواسطة هذه الإشارات أن تحصل على المساعدة بسرعة كبيرة.
لقد حصل هذا العالم الفذ على جائزة عالمية هي ( جائزة نوبل للفيزياء )، وكان ذلك عام 1909، وكانت مشتركة هذه الجائزة بينه وبين العالم ( كارل فرديناند براون )، وقد كانت هذه الجائزة مكافأة لهما لاختراعهما جهاز ( التلغراف اللاسلكي )، وقام ماركوني بتطوير طريقة الاستخدام للموجات الصوتية القصيرة منها والقصيرة جدا، وان هذا التطوير قبل وفاته بسنوات قليلة، ويبقى أن نشير إلى أن غوليلمو ماركوني قد ولد في مدينة ( بولونيا ) في إيطالي في نيسان من عام 1874 م، ومات في مدينة ( روما ) في حزيران من عام 1937 م.
