البحث عن ابن باديس

ابن باديس هو عبد الحميد بن محمد بن باديس الصنهاجي، ولد سنة 1307 هـ في الجزائر وأقام بها، وكان أحد رجال الإصلاح الوطني، وكان رائد النهضة الإسلامية في بلده، وكانت أسرته من الأسر المعروفة في الجزائر، فقد كان معظم أفرادها من العلماء والسلاطين، كان ابن باديس أكبر فرد في أسرته، أمه هي زهيرة بنت محمد بن جلول من بني معاف، وكان والده عضوا في المجلس الأعلى للجزائر ومندوبا ماليا.

كان ابن باديس يتحلى بالخلق الحميد وكان له ستة إخوة، وأختان؛ نفيسة، والبتول، وكان أحد إخوانه محاميا وصحفيا في صحيفة ناطقة بالفرنسية، بدأ ابن باديس في التعلم على يد الشيخ محمد المداسي، فقد حفظه القرآن الكريم بعمر 13 سنة، وكان الشيخ محمد المداسي معجبا بطريقة تجويده للقرآن الكريم، وسرعة حفظه له، وسلوكه الحسن، وقد جعله يصلي في الناس صلاة التراويح في الجامع الكبير، ثم تعلم مبادئ العلوم الإسلامية بجامع عبد المؤمن على يد الشيخ حمدان الونيسي، وكان من أكثر الشيوخ الذين تركوا أثرا طيبا في نفس ابن باديس. أكمل ابن باديس تعلمه في جامع الزيتونة، فقد أخذ علومه من أكبر العلماء؛ وخاصة من العلامة محمد القيراواني، والشيخ محمد بن عاشور، والبشير صفر، وسعد العياض، ومحمد بتن القاضي، والكثير من العلماء الآخرين، وكان لهم أثر كبير في بناء شخصية ابن باديس وفي حبه للدين الإسلامي.

بعد الانتهاء من دراسته الجامعية ذهب ابن باديس في رحلة لأداء مناسك الحج، وزيارة العديد من العواصم؛ ثم زيارة المدينة المنورة، وهناك قابل أستاذه الأول الذي درسه في مدينة القسطنطينية، وعرفه على العديد من زملائه العلماء. كان ابن باديس من أكثر الشخصيات المهمة في الكتابة؛ فكان ملما بجميع القواعد، وكان من أحد الأشخاص المصلحين في النهضة الإسلامية، وكان ابن باديس أحد كبار العلماء المفسرين للقرآن الكريم، وكتب في العديد من المجلات والجرائد عن المسلمين، وهاجم الاستعمار الفرنسي بكتاباته، وكان أحد مربي الأجيال المهمين، وقد أنشأ العديد من المدارس، وكان يحلم بإنشاء مدرسة للدعاة، وكان دائما يدعو لإصلاح الفرد قبل المجتمع.

توفي ابن باديس في 8 من ربيع الأول عام 1359 هـ، في مدينة القسطنطينية التي أقام بها لفترة طويلة، وكان له أثر كبير في إصلاحها السياسي، وقد حضر جنازته العديد من الأشخاص المهمين الجزائريين، وتم دفنه بمقبرة آل باديس.