معتقدات
هدى الله سبحانه وتعالى هذه الأمة إلى الصراط المستقيم والدين القويم؛ فهي الأمة الموحدة التي لا تشرك بالله تعالى شيئا من الأنداد أو البشر، وقد ضلت الأمم من قبلها عن سبيل الله تعالى؛ فالنصارى اعتقدوا في الله تعالى أمورا لا تليق به سبحانه، ومنها قولهم إن لله ولدا وهو المسيح بن مريم - تنزه الله سبحانه عن ذلك - ، كما اعتقدت اليهود من قبلهم معتقدات تخالف التوحيد، وتقود إلى الإشراك والكفر، ومنها قول طائفة منهم في فترة من فترات الزمان أن عزيرا هو ابن الله تعالى، فمن هو عزيز؟ وتعرف على ما هى قصته مع بني إسرائيل؟.
شخصية العزير
اعتبر كثير من العلماء المسلمين عزيرا الذي ذكرت قصته في القرآن الكريم واحدا من أنبياء بني إسرائيل، وقد عده آخرون أنه مجرد رجل صالح وولي من أولياء الله الصالحين، وقد صحح العلامة الألباني حديثا روي في مسند أبي داود، وفيه يقول النبي - عليه الصلاة والسلام -: (ما أدري أتبع لعين أم لا، وما أدري أعزير نبي أم لا )، وهذا الحديث يؤكد أن شخصية عزير اختلف فيها ولم يرد أثر صحيح فيها سوى آيات القرآن الكريم التي دلت عليه دون ذكر نبوته من عدمها.
ينتسب عزير حسب الروايات الإسرائيلية إلى إسحق ابن إبراهيم - عليهما السلام -، ويقدر العلماء أنه عاش في الفترة التي حدث فيها السبي البابلي على يد الإمبراطور البابلي نبوخذ نصر؛ أي في القرن السادس أو الخامس قبل الميلاد.
قصة العزير في القرآن الكريم
في سنة 580 قبل الميلاد وفي ظل الصراع المحتدم بين الإمبراطورية البابلية والمصرية، تمكن الملك البابلي الشهير نبوخذ نصر من هزيمة المصريين والاستيلاء على ممتلكاتهم، وقد حاصر مدينة أورشليم وهي بيت المقدس، واستباح معابدها، واستعبد اليهود فيها حينما قام بسبي الآلاف منهم إلى بابل ليعملوا خدما هناك.
صار بيت المقدس بعد هذا الهجوم كأنه مدينة خاوية على عروشها، فحدث أن مر رجل من بني إسرائيل يدعى عزيرا على هذه القرية فتساءل قائلا: أنى يحيي الله هذه القرية بعد موتها؟ فشاء الله سبحانه وتعالى أن يميته مائة عام كاملة، ثم يبعثه بعد ذلك لتتفتح عيناه أول ما تتفتح على عمار مدينة بيت المقدس بعد خرابها وعودة سكانها إليها من جديد.
أراد الله سبحانه وتعالى أن يبين لعزير قدرته في الخلق، والإيجاد، والإماتة، والبعث، وقد رأى عزيز ذلك كله عيانا حينما رفعت عظام حماره بعضها فوق بعض، ثم كسيت لحما ليحييه الله من جديد، فقال عزيز بعد النظر والعبر: أعلم أن الله على كل شيء قدير .