اعرف نبيك صلى الله عليه وسلم

يتألم المرء منا حينما يرى كثيرا من المسلمين لا يعرفون سيرة نبيهم محمد عليه الصلاة والسلام خاتم الأنبياء وسيد الخلق أجمعين، فالاطلاع على سيرة النبي الذي جاء رسولا للبشرية جمعاء من الأمور التي تكمل الإيمان، فلا يتصور من المسلم أن يتبع نبيه ويسعى للاقتداء به في أخلاقه ومعاملاته ويقتفي أثر سنته من دون أن يكون عالما بسيرته، فتعرف على ما هى أهم الأمور التي ينبغي معرفتها عن النبي عليه الصلاة والسلام؟

ولد النبي محمد عليه الصلاة والسلام في مكة المكرمة في يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول من عام الفيل الموافق لعام خمسمئة وواحد وسبعين للميلاد، وهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب، ويرجع في نسبه إلى سيدنا إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام.

ولد النبي محمد عليه الصلاة والسلام يتيم الأب، حيث توفي أبوه عبد الله قبل أن يولد فرعته أمه آمنة بنت وهب ثم أرسلته إلى الأعراب حتى يسترضع فيها لما كان من عادة العرب أن يبعثوا بأبنائهم إلى البادية حتى يكتسبوا القوة والصحة مبكرا، وقد كانت مرضعته السيدة حليمة السعدية التي استبشرت خيرا بإرضاع هذا المولود الذي جلب إليها وإلى أهلها البركة والرزق والخير الكثير، وعندما رجع النبي الكريم من البادية ظل عند أمه وتحت رعايتها حتى توفيت ليكفله جده عبد المطلب، وبعد أن توفي جده كفله عمه أبو طالب وظل تحت رعايته حتى تزوج السيدة خديجة رضي الله عنها.

عرف النبي عليه الصلاة والسلام الوحي أول مرة حينما أتاه جبريل عليه السلام وهو يتعبد في غار حراء، ومنذ ذلك اليوم تتنزل آيات القرآن الكريم على النبي فيحفظها ويعيها قلبه على الرغم من أميته عليه الصلاة والسلام وهذا دليل على صدق الدعوة والرسالة.

ظل النبي الكريم بعد بعثته يدعو الناس إلى الإيمان برسالة الإسلام الخاتمة مبتدئا بعشيرته الأقربين ثم الناس أجمعين، فآمنت به ثلة مباركة من المؤمنين الذين تعرضوا لأنواع العذاب والتنكيل من قبل كفار قريش في سبيل صرفهم عن الإيمان فصبروا على ذلك بقلوب مؤمنة ونفوس موقنة بوعد ربها.

أذن الله سبحانه لنبيه والمؤمنين بالهجرة إلى المدينة المنورة حيث كانت منعطفا هاما في دعوة الإسلام فتمكن من تأسيس الدولة الإسلامية الأولى في المدينة وأصبح للمسلمين جيشا يتولى الدفاع عن حمى الإسلام والمسلمين.

توفي النبي عليه الصلاة والسلام في يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول بعد أن أدى رسالة ربه وبعد أن ترك المسلمين على المحجة البيضاء والطريق المستقيم الذي لا اعوجاج فيه.