المسجد الأقصى
يعتبر المسجد الأقصى من أهم وأكبر مساجد المسملين في العالم، ويوجد في مدينة القدس عاصمة فلسطين، وبالتحديد في المدينة القديمة، ويشمل كل المناطق الداخلة لسوره، وتعود تسميته في العقيدة الإسلامية إلى الله فقد ذكره في سورة الإسراء قال تعالى:(سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير)، والأقصى يعني البعيد، حيث كان هذا المسجد أبعد مسجد عن أهل مكة، بعدما كان يسمى قبل الإسراء والمعراج ببيت المقدس، أي المطهر.
أهمية وفائدة المسجد الأقصى الدينية
أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المسجد الأقصى في رحلة الإسراء والمعراج، كما أن الصلاة فرضت في هذه الرحلة، وكانت قبلة المسلمين فيها إلى المسجد الأقصى، حتى أمر الله بالاتجاه إلى الكعبة في الصلاة، وفضل الصلاة في المسجد الأقصى يعادل فضل مئتين وخمسين صلاة فيما سواه، كما أن اليهود يقدسونه، ويسمون الجبل الذي بني عليه المسجد الأقصى بجبل الهيكل، ويزعمون بأن هيكل النبي سليمان كان مكان المسجد الأقصى، ويجرون العديد من التنقيبات والحفريات لإظهاره.
من الذي بنى المسجد الأقصى
لم يثبت على وجه التحديد من الذي بنى المسجد الأقصى أولا، ولكن ورد في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم أن بناءه كان بعد بناء الكعبة بأربعين عاما، وقد اختلف المؤرخون في تحديد بانيه، فمنهم من رجح بأن الملائكة هي من بنته، ومنهم من قال بأنه سيدنا آدم، وتضاربت الأقاويل بين شيث بن آدم، وسام ابن نوح، أو خليل الله سيدنا إبراهيم، ويرجح عبد الله بن معروف بأن من بناه هو آدم، وأن بناءه اقتصر على تحديد مساحته وحدوده فقط.
ثبت بأن اليبوسيين هم من بنوا جداره الجنوبي وذلك عام ثلاثة آلاف قبل الميلاد، وكانوا هم من استوطن القدس وبنوها، أما قبل ذلك فلم يكن هناك أخبار عنه، وبعد مدة قدم سيدنا إبراهيم فبنى المسجد، وصلى فيه، وبقي هناك وكذلك الأمر لاسحاق ويعقوب، وبعد ذلك أصبحت القدس تحت سيطرة الفراعنة، وبعد ذلك القوم العمالقة، ثم أتى سيدنا داود مع بني إسرائيل فأعاد بنائه ووسعه، وبعد استلام سيدنا سليمان الحكم عمره مرة أخرى، ويدل على ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (لما فرغ سليمان بن داود عليهما السلام من بناء بيت المقدس سأل الله عز وجل ثلاثا أن يؤتيه حكما يصادف حكمه وملكا لا ينبغي لأحد من بعده وأنه لا يأتي هذا المسجد أحد لا يريد إلا الصلاة فيه إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما اثنتين فقد أعطيهما وأرجو أن يكون قد أعطي الثالثة).
بعد وفاة سليمان، انقسم اليهود، إلى مملكتين، حتى هاجمهم البابليون وأحرقوا هيكلهم، وسبوهم إلى بابل والمعرفو تاريخيا بالسبي البابلي، وبعد أن قضى الفرس على البابليين سمحوا لليهود بالعودة، فبدؤوا ببناء هيكلهم الثاني، وبعدها خضعت القدس للرومان وفي ذلك الوقت ولد نبي الله عيسى، وبعد ظهور الإسلام، استطاع المسلمون فتح القدس في عهد عمرو بن الخطاب، وأمر بتجديد بناء المسجد القبلي، وهو المسجد الرئيس للصلاة، وفي الخلافة الأموية قام معاوية بن أبي سفيان بتجديده، وبنائه من الحجر، وقد شهد المسجد أكبر حركة إعمار وتوسيع في عهد عبد الملك بن مروان، وابنه الوليد، حيث تم بناء قبة الصخرة إلى جانب المسجد الأقصى.