لا شك بأن لهذا الكون خالقا مبدعا خلق كل شيء بحكمة ودقة، وهو الله جل جلاله الذي لا شريك معه في الخلق ولا في الحكم، وعلى جميع البشر أن يعبدوا الله وأن يؤمنوا به ، وكلما زاد العبد قربا من ربه كان ذو قوة ومنعة من أهل الأرض ومؤيدا من عند الله جل جلاله فلا يصل إليه من مكر الأرض وسوئها شيء بإذن الله.
من أطيب العبادات هي ذكر الله جل جلاله، وقد علمنا النبي محمد عليه الصلاة والسلام العديد من الأقوال التي نسميها ذكرا لله ونقولها ابتغاء للأجر، وكذلك إيمانا بمعناها واستحضارا له، ومن هذه الأذكار أن تقول سبحان الله، وهذه الكلمة وهي المعروفة بتسبيح الله لها من الفضائل العظيمة ما سنذكره لاحقا في هذا المقال.
من معاني كلمة سبحان في اللغة العربية ما أورده ابن فارس في كتاب (مقاييس اللغة) حيث يقول: (العرب تقول : سبحان من كذا أي ما أبعده)، وهذا المعنى العربي يتفق مع المعنى الشرعي لكلمة سبحان الله؛ حيث إنها تعني تنزيه الله عن النقص أو العجز أو مشابهة المخلوق، فهو جل جلاله عال على خلقه، مرتفع عنهم، ليس كمثله شيء، فلا يشبهه أي من مخلوقاته ولا يدانيه النقص ولا غير ذلك، وسبحان الله تجب في حق الله دون غيره فهو منزه عن أن يكون له ولد، أو يكون معه إله غيره، فهو كامل واحد أحد لا شريك معه ولا ند، لذا فإن تسبيح الله هو من أصول العقيدة وتمام التوحيد، فلا يكتمل إيمان العبد ما لم يؤمن بتنزيه الله عن السوء والعيب والنقص، فسبحان الله.
فضل تسبيح الله
والذي يقرأ القرآن الكريم يجد أن الله يذكر لنا آيات الكمال وآيات القدرة التي تظهر بديع خلق الله وعظمته كما في آية الكرسي مثلا، وكيف أن الله جل جلاله لا تأخذه سنة ولا نوم، فحتى هذه الصفات لا تجوز في حق الله وهذا من تسبيح الله عن مشابهة المخلوقات.