تنتشر هذه الأيام العديد من الطرق ووسائل لتخفيف وانقاص الوزن، بعض هذه الطرق ووسائل تكون صحية وبعضها الآخر بخلاف ذلك تماما، فلطالما نتج عن اتباع بعض الحميات مشاكل وعيوب صحية لم تكن موجودة قبل اتباعها، وعادة ما تكون هذه النتائج السلبية ضريبة العجلة في الحصول على الوزن المرغوب بأقصر مدة ممكنة.
ليس من الصحي أن يخسر الإنسان أكثر من 1-1.5 كيلوغرام في الأسبوع، ومع ذلك نجد الغالبية العظمى من المجتمع تسعى لخسارة أضعاف هذا الرقم في ذات المدة، وبعد خسارة الوزن والتخسيس يصدمون بأن وزنهم عاد للزيادة رغم أن تناولهم للطعام أصبح طبيعيا، بل وإن أي مخالفة للحمية القاسية ( الخاطئة) التي اتبعوها ستؤثر بشكل أسرع من السابق على وزنهم، وهذا لأن الجسم يبدأ بخسارة الكتلة العضلية بعد الدهنية عند حرمانه من الحد الأدنى من السعرات الحرارية التي يحتاجها في اليوم مما يجعل مكان هذه الكتلة العضلية (التي تمت خسارتها بسبب الحمية الخاطئة) مكانا جاهزا لتخزين ما يحوله الجسم إلى دهون، وبهذا يتأثر توازن نسب العضلات والدهون في الجسم بطريقة سلبية.
عادة ما تحرم هذه الحميات سريعة المفعول من تناول الكميات التي يحتاجها الجسم من العناصر الغذائية، والفيتامينات، والمعادن، وقد يؤدي هذا الحرمان من العناصر المهمة إلى حدوث نقص ملحوظ في مستواها في الدم لاحقا ( كأن يعاني شخص منع من تناول المصادر الحيوانية من نقص في فيتامين b12 والذي لا يوجد في المصادر النباتية)، ولتفادي الوقوع في هذه الأخطاء يجب الاقتناع بأن طريقة النزول التدريجي في الوزن هي الطريقة الصحيحة التي يجب اتباعها للحفاظ على صحة أجسامنا من الداخل والخارج، ولقد شملنا في هذا المقال احسن وأفضل هذه الطرق.
تخفيف الوزن بطريقة صحية
أعلى مقدار يسمح باقتطاعه من السعرات الحرارية في اليوم للشخص البالغ هو 1000 سعر حراري، وعلى هذا لتخسر فتاة (عمرها من 20 إلى 30 عام)، 1 كيلوجرام أسبوعيا عليها جعل استهلاكها اليومي للسعرات الحرارية من 2200 سعر حراري (الكمية الطبيعية للاستهلاك) إلى 1200 سعر حراري تقريبا، حيث بإمكانها استهلاك وجبات غذائية متنوعة خلال اليوم على أن تكون سعراتها الحرارية في حدود الـ 1200 سعر حراري، وبهذا تخسر الوزن الزائد وتحافظ على التوازن الداخلي للجسم، وتاليا سنوضح طريقة تطبيق ذلك.
- اطلع على جداول السعرات الحرارية التي تتوفر في شبكة الإنترنت، لتأخذ فكرة عن أنواع الغذاء وما تحتويه من سعرات حرارية ومعادن وعناصر، وبذلك تصبح قادرا على تحديد أنواع الغذاء التي تحتوي سعرات حرارية معتدلة وقيمتها الغذائية العالية، مثال: (بدلا من تناول قطعة من الكنافة الشامية تستطيع أن تأكل وجبة تتكون من لحم الضأن المشوي ورغيف خبز وستحصل على نفس السعرات الحرارية تقريبا)، وبذلك ستشعر بالشبع وستحصل على كمية مناسبة من المعادن والفيتامينات التي لا تحتوي قطعة الكنافة على ربعها.
- عود نفسك على ممارسة الرياضة، مع العلم بأن ممارسة الرياضة لمدة قصيرة باستمرار احسن وأفضل من ممارستها لمدة طويلة دون التزام.
- اجعل وجود زجاجة المياه بقربك أمرا يميزك على الدوام، لتكن على مكتبك دائما إن كنت موظفا، أو في يدك إن كنت طالبا، وحتى إن كنت في المنزل بإمكانك تحميل وتنزيل أي تطبيق ليذكرك بشرب الماء إلى أن يصبح لديك منبه بيولوجي خاص بك يذكرك بذلك.
- قسم الوجبات التي ستتناولها خلال اليوم (والتي ستكون ضمن الـ1200 للفتاة المذكورة في المثال)؛ بحيث تحتوي على نسبة 60% كربوهيدرات (الخبز مثلا)، و25% دهون (حاول جعل المصدر نباتيا، كزيت الزيتون مثلا)، و15% بروتين(حاول جعل مصادره الأسماك أو إذا كنت من محبي الدجاج واللحوم فتناول صدر الدجاج عوضا على الفخذ، أو تناول لحم البقر بدلا من لحم الخراف، وذلك لاحتوائها على كمية أقل من الدهون، أما إذا كنت من النباتيين فحاول دمج أكثر من نوع في وجبة واحدة كالأرز، والعدس، واللبن).
- دع الفترة التي تسبق النوم بساعتين تكون خالية من الوجبات، أو بالإمكان تناول السلطات الخضراء، أو اللبن مع القليل من الحمضيات كالليمون، فهذه الوجبة الخفيفة تساعد على تحفيز الهرمون الذي سيعمل أثناء نومك.
- خصص يوما للسوائل كل ثلاثة أيام، فهذا اليوم سيساعد الجسم على الانتهاء والتخلص من السموم التي نتجت عن حرق الدهون، كما أن بإمكانك أن تخصص يوما حرا في الأسبوع لتأكل ما تحبه على أن يكون بكمية مناسبة (وليس من الأطعمة الجاهزة)، وفي أوقات مناسبة (لا يجب أن يكون في الساعات التي تسبق النوم).
لتكن أنت صاحب حميتك الخاصة، اكتب لائحة في الوجبات التي تحبها، وإذا احتوت على أطعمة صحية فاجعلها ترأس حميتك واجعل للبقية وجودا في اليوم الحر الذي تحدده.
