زحزحة القارات
تعرف زحزحة القارات أيضا بالانجراف القاري، أو زحف القارات، وتطلق هذه المصطلحات على الحركة النسبية التي تحدث لقارات الأرض سواء باتجاه بعضها البعض أو بعكس بعضها البعض، وتظهر هذه القارات أنها متزحزحة من خلال قيعان البحار والمحيطات.
في عام 1596م خرج الجغرافي إبراهام أورتيليوس بفرضية تزحزح القارات وانجرافها، ومع حلول عام 1912م جاء الفلكي الألماني ألفريد لوثر فيجنر ليكمل ما بدأه أورتيليوس وطور نظرية زحزحة القارات وأكملها بشكل مستقل، ولكن النظرية لاقت رفضا من بعض علماء الجغرافيا؛ وذلك لعدم وجود الأدلة والشرح المفصل لها، أما الأمر الذي جعل منها مقبولة فهو ظهور نظرية الصفائح التكتونية التي قدمت شرحا وافيا حول طريقة حدوث الانجراف القاري.
تاريخ زحزحة القارات
أفاد العلماء الجغرافيون قديما أن القارات القديمة كانت متطابقة بعض الشيء وخاصة تلك الواقعة على جوانب المحيط الأطلسي، ونخص بالذكر قارتي إفريقيا وأمريكا الجنوبية. تضاربت الآراء بين الجيولوجيين حول قضية تطابق القارات وتغير شكلها وموقعها على سطح الأرض.
شهدت هذه النظرية قبولا وتأييدا في الفترة ما بين 1872 و1876م في غضون انطلاق حملة تشالنجر التي توجهت لاستكشاف قيعان البحار والمحيطات، وكشفت عن ما لم يكن بالحسبان وهو ترسب الطمي القادم مع الأنهار الجارية على جوانب البحار والمحيطات بالقرب من الرصيف القاري، الأمر الذي نفى فكرة تزحزح القارات وانتقال مواقعها، وأن المحيطات ذات مواقع ثابتة.
دلائل زحزحة القارات
بدأت الدلائل بالظهور على أن القارات تتزحزح ويتغير موقعها وذلك بالاعتماد على الصفائح التكتونية، بعد أن عثر الجيولوجيون على بعض الأحافير التي تعود أصولها للنباتات والحيوانات الموجودة على شواطئ وأرصفة القارات، وهذا ما ساهم في اعتقاد العلماء أن القارات كانت مجتمعة، كما تم العثور على أحافير أحد الزواحف المائية ويسمى الميسوصور ويشبه صغير التمساح، وقد عثر عليه في المناطق الواقعة جنوب إفريقيا، وبالإضافة إلى ذلك تم اكتشاف بعض الأحافير الخاصة لسحلية المجرفة التي تعتبر من الزواحف الأرضية وقد وجدت في الصخور.
نظرية زحزحة القارات
تشير نظرية زحزحة القارات إلى أن القارات كانت في الزمن البعيد مجتمعة ومتطابقة مع بعضها البعض، وكان سطح الأرض مكونا من يابسة واحدة ومحيط واحد فقط.
البراهين على نظرية زحزحة القارات
- البرهان المرفلوجي: يشير الشكل الهندسي الذي تتخذه سواحل إفريقيا الواقعة قبالة المحيط الأطلسي مع سواحل أمريكا الجنوبية التي تطل جميعها على المحيط ذاته على أن القارتين كانتا متطابقتين نظرا لتداخل سواحلهما مع بعضهما البعض.
- البرهان المستحاثي: عثر الجيولوجيون على مستحاثات كائن بري يدعى الميزوزور الذي كان موجودا في أواخر الحقبة الأولى من الحياة على سطح الأرض في غرب القارة الإفريقية وشرق قارة أمريكا الجنوبية، ويشار إلى أن هذا الكائن كان عاجزا عن السباحة والتكيف مع المحيطات ومياهها، ويدل ذلك على أنه عاش فوق سطح قارة إفريقيا وأمريكا الجنوبية وكانتا كتلة واحدة.
- البرهان الجيولوجي: تكشف الخرائط الجيولوجية عن تكامل قارتي إفريقيا وأمريكا الجنوبية، خاصة فيما يتعلق بالصخور القديمة.