تاج محل هو عبارة عن ضريح غايةً في الروعة ، أنيقٌ في عمارته وهو من الرخام الأبيض ، يوجد هذا الضريح في الهند ، شيده الإمبراطور المغولي ( شاه جهان ) ، لزوجته ( ممتاز محل ) أو ليضم رفاتها ، وهي المرأة التي تاه في عشقها ، ليشيد الضريح ليضم رفاتها ، كنوعٍ من الوفاء لحبه لها وتخليداً لذكراها ، واسم تاج محل مشتق من اسم ممتاز محل ، شيد من المرمر الأبيض ، وأقيم عند كل زاويةٍ فيه مئذنة متناسقة الأجزاء ، كل دائرٍ يحوي ثلاث شرفات ، ويأتي الضريح ليرتفع في المنتصف بشكلٍ رباعي ، ويتوسط المبنى القبة الرئيسية ، ولكل واجهة من الواجهات الأربع مدخل عالٍ ، وتحت القبة يوجد ضريح الأميرة ، و إلى جانبها ضريح زوجها .
شعر شاه جهان بحزنٍ شديد بعد وفاة زوجته الثالثة ، والتي عشقها لدرجةٍ كبيرة ، أثناء انجابها لطفلهما الرابع عشر ، وتخليداً لذكراها شرع في بناء الضريح ، واستمر العمل في بناءه خمسة أعوام ، وبعد فترةٍ وجيزة من إنتهاء العمل بالضريح ، خلع شاه جهان من الملك على يد إبنه ( أور أنكزيب ) ، وقام بعزله ووضعه تحت الإقامةِ الجبرية قريباُ من حصن ( أغرا ) ، وعند وفاة الشاه دفنه إبنه إلى جانب زوجته ممتاز محل ، انهارت أجزاء من المبنى في القرن التاسع عشر ، وتعرضت للتشويه أثناء الثورة الهندية على أيدي البريطانيين في الوقت ذاته ، مما حذا باللورد ( كارزون ) نائب الملك بأصدار أوامره لإعادة ترميم الضريح ، وإعادته لحالته السابقة .
يعتبر الضريح من أهم المعالم الأثرية التي تجذب السياح من داخل الهند وخارجها ، وأكثر الشهور التي يزدحم بها السياح هي الأشهر الباردة ، وأصدرت الحكومة الهندية قانوناً ينص على منع الحركة المرورية من الإقتراب من الضريح ، لما ينتج عن هذه الحركة من تلوث ، وعليه يجب على السائح أن يصل للقصر سيراً على الأقدام ، أو عليه أن يركب الحافلة الكهربائية .
ما يميز القصر بأنه تم جلب مواد البناء التي دخلت في إنشائه من العديد من الدول حول العالم ، كالصين والتيبت ، والجزيرة العربية ، وسيرلانكا ، والبنجاب ، وراجستان ، و أوكل العمل إلى عددٍ من المهندسين حول العالم ، وتم تجنيد عشرين ألفاً من الأشخاص في عملية الإنشاء ، وحرفيين من سوريا ، وبخارى وبلاد فارس وبلوشستان وجنوبي الهند .