سريلانكا
سريلانكا الجمهوريّة الديموقراطيّة والتي كانت تسمّى قديماً سيلان، هي دولة جزريّة تقع في جنوب شبه القارّة الهنديّة في شمال المحيط الهنديّ، في جنوب قارّة آسيا، ولها حدود مشتركة من الشمال مع الهند، وحدود أخرى مشتركة من الجنوب الشرقيّ مع جزر المالديف. لهذه الدولة الجزريّة موقع جغرافيّ استراتيجيّ، حيث إنّها تعتبر حلقة وصل بين غرب آسيا وجنوبها الشرقيّ، وكانت على مرّ التاريخ قاعدة هامّة للدول الاستعماريّة.
عاصمة الدولة سري جاياواردنابورا كوتي، والتي تقع شرق مدينة كولومبو، وتشتهر هذه الدولة بإنتاج الشاي، وجوز الهند، والمطاط، والبنّ، وتتمتاز بأنّها من أعلى الدول دخلاً للفرد، كما أنّها تمتاز بكونها من اجمل وافضل الدول التي حظيت بطبيعة استوائيّة، وشواطئ، ومناظر طبيعية رائعة.
تسمّى سيرلانكا بدمعة الهند؛ نسبة لموقها الجغرافيّ، وتسمّى أيضاً بـ "أرض الشعب المبتسم"، أمّا الجغرافيّة العامّة لهذه الدولة فهي ساحليّة، ومحاطة بسلسلة جبال في جنوب البلاد، وكذلك فإنّ وسطها أيضاً ذو طبيعة جبليّة، ومن أهمّ الجبال فيها "جبل آدم"، والذي سنتعرّف عليه أكثر في مقالنا هذا.
جبل آدم في سريلانكا
جبل آدم أو ما يسمّى بجبل "الرحون" وأيضاً جبل "سري بادا"، والذي يعني: بصمة القدم المقدّسة، وهو جبل مخروطيّ، وارتفاعه يصل إلى ألفين ومئتين وثلاثة وأربعين متراً، ويقع في وسط الدولة قريباً من مدينة راتنابورا، و في هذا الجبل قمتُهُ الصخريّة التي تسمّى بسري بادا، البوذيون آمنوا أنّ بصمة بوذا اليسرى هي التي تمثّل هذه القمّة، بينما يعتبرالهندوس هذه القمّة رمزاً لبصمة قدم الإله "شيفا"، أمّا المسلمون والمسيحيّون فإنّهم يرون أنّ هذه القمّة رمزاً للنبيّ آدم، حيث كانت هذه البقعة أوّل مكان وُضعت فيه قدما سيدنا آدم لحظة خروجه من الجنّة.
يتسلّق هذا الجبل آلافٌ من المتسلّقين سنويّاً منذ أكثر من عشرة آلاف عام، ولا سيّما ما بين شهري كانون الأوّل وشهر أيّار، بينما يقلّ عدد المتسلّقين كثيراً في فصل الشتاء بسبب غزارة الأمطار، وشدّة الرياح، وكثافة الضباب، حيث يصعد الزائرون لهذا الجبل بالدرجات الحجريّة، بينما قديماً كانوا يصلون القمّة بالسلاسل والصخور، وقد سجّل التاريخ وصول الكثير من الملوك السيرلانكييّن لهذا الجبل.
يقع هذا الجبل في مدينة راتنابورا؛ والتي تعتبر من أهمّ المدن السيرلانكيّة وعاصمة إقليم "ساباراغموا"، ويبلغ عدد سكانها ما يزيد عن الاثنين والخمسين ألف نسمة تقريباً، وتبلغ مساحتها عشرين ألف كيلومتراً مربعاً، وجبل آدم من أهمّ الأماكن السياحيّة التي تجذب السيّاح إلى هذه المدينة.
