التخطيط لليوم
إنّ المشاريع الجيدو تبدأ بالعادة بالتخطيط الجيد، وكلّ يومٍ من أيام الإنسان هو مشروع جديدٌ يبدأه في الصباح ويحصد فوائده في المستقبل، فكلّما وضع الإنسان طاقته في أن يستغلّ أيامه بالشكل الصحيح، كلّما ازدادت تلك الفائدة وتضاعفت أضعافاً كثيرة، ولكن كيف لإنسانٍ يبدأ يومه من دون أن يعلم ما سيقوم به فيسذهب وقته هدراً غالباً، وقد يجهل العديدون الطريقة الصحيحة للتخطيط لأيامه، لا توجد طريقةٌ مثلى لكي تخطط ليومك فكلّ إنسانٍ يختلف عن الآخرين، فقد لا يناسبك ما يناسب كلّ الناس، ولكن إليك بعض النصائح التي يمكنك الاستفادة منها كي تكتشف الطريقة الصحيحة التي تناسبك لتخطط ليومك:
- إنّ التخطيط الجيد يبدأ من معرفتك لواجباتك والمهام المترتبة عليك في كلّ يوم، فلا فائدة من تخطيطك في حال لم تقم بالمهام الواجبة عليك أو لم تلتزم بمواعيدك المختلفة، ولذلك فإنّ عليك تسجيل جميع مواعيدك ومهامك والوقت المحدد للقيام بها فوراً كي لا تنساها، ومن ثمّ اطلع عليها في كلّ يوم وأدرج المواعيد التي تلزمك في ذلك اليوم، وسيساعدك هذا أيضاً على تجنّب التضارب في المواعيد، كما يمكنك القيام بهذا الأمر بسهولةٍ كبيرةٍ في هذه الأيام عن طريق العديد من التطبيقات الموجودة على الهاتف الذكي والتي ستوفّر عليك الجهد والوقت في تدوين الملاحظات ورقياً ومراجعتها في كلّ يوم.
- استيقظ باكراً في الصباح وقم بالتخطيط ليومك فور استيقاظك من النوم فيمكنك القيام بهذا أثناء احتسائك لمشروبك الصباحي كي تتجنّب إضاعة الوقت أيضاً، وعليك أن تعلم أنّ التخطيط المسبق ليومك وإن استهلك منك بعض الوقت فإنّه سيوفر عليك المزيد من الوقت فيما بعد.
- حدد مهامك بحسب أهمّيتها فيمكنك تجنب المهام السهلة في حال وجود العديد من المهام في يومك، ويمكنك تحديد ثلاث مهام صعبةٍ في كلّ يوم أو بحسب قدرتك وصعوبة المهام وإنجازها أولاً، فعند انتهائك من المهام الصعبة لن تستهلك الأخرى منك وقتاً كثيراً.
- خصّص وقتاً محدداً لكلّ جانبٍ من حياتك من دون أن يحصل أي تعارضٍ أو تداخلٍ بين أيٍّ منهم، فعليك تحديد وقتٍ للعمل ووقتٍ لتقضيه مع العائلة ومع الأصدقاء ووقتٍ خاصٍّ لنفسك وللمرح ووقتٍ للراحة، والخطأ الأكبر الذي يمكنك أن ترتكبه هو أن تُدخل عملك على العائلة أو على وقت راحتك أو أن تزيد من وقت العمل على حساب وقتك الشخصي أو العكس، بل عليك التخطيط ليومك بشكلٍ متوازن، فأنت تحتاج إلى هذه الأوقات جميعها كي تنجح في شتى الجوانب في حياتك، فلا فائدة من نجاحك في العمل على سبيل المثال إن لم تستطع مشاركة هذه الفرحة مع العائلة، أو إن أصبت بالأمراض نتيجة عدم الراحة مثلاً.
- إنّ الأمر الأهم من التخطيط هو أن تلتزم بما خططت له، ففي العادة نخطط للعديد من الأمور خلال يومنا ولكن هذه تعتبر المقدمة فقط، وأمّا الخاتمة فتكتب بما أنجزنا من مخطّطاتنا وليس بما خططنا له فقط، وهو ما يتطلّب قوة الإرادة كي تستطيع فعله.
