العلم والطموح
الإنسان بطبعه السليم، وسجيته الأصيلة، يحبّ الطموح، وروم القمم، في شتى المجالات، وإن تأخّر، أو فشل، أو عزفت نفسه عن ذلك، فلأسبابٍ، وعللٍ طارئةٍ، ماديّةً، تكون، أو اجتماعيةً، أو أمنيةً أحياناً، وعندما ينظر الإنسان من حوله، فيرى كتباً للعلماء، تعجّ بها المكتبات، ويرى فضائيات، تزهو بمواكب العلماء، وتستضيفهم، وتعلي من شانهم، عندما نرى بصمات العلماء في شتى المجالات، من حولنا، فإنّ نفس الإنسان السويّ في تفكيره، تالبحث عن اقتفاء أثرهم، وتلمس خطاهم، متى تجردت من موانع ذلك، وتغلبت على معيقات الوثوب، نحو سبل المعالي، فكيف يصبح الإنسان عالماً، تعرف على ما هى الخطى التي يسلكها ليصل إلى هذه الدرجة الرفيعة العالية.
محطات الوثوب نحو الريادة في العلم
- إخلاص النية لله سبحانه، ويعدّ ذلك أصلٌ لنجاح أيّ عمل، وهي لطالب العلم أولى.
- ترك المعاصي، والندم على فعلها، فالمعاصي تحجب نور العلم والمعرفة.
- معرفة شرف الزمان وقيمة الوقت، فالوقت والزمن، رأس مال طالب العلم، فهو حريص على عدم هدرهما من غير فائدة.
- ترك فضول العمل مهما استطاع إلى ذلك سبيلا، ففضول العمل، يضيّع على طالب العلم الوقت والجهد معاً.
- علو الهمّة، وقوّة الإرادة، والعزيمة، فهذه صفات مهمّة لطالب العلم، الساعي إلى الريادة فيه.
- معرفة سير العلماء، والاضطلاع على نهج حياتهم، وفي ذلك تحفيز لطالب العلم، وتشجيعٍ له.
- حسن التخطيط، والإدارة لبرامج طلبه للعلم.
- التدرج في طلب العلم، وعدم تقديم المفضّل على الاحسن وأفضل منه.
- الاهتمام بالمطالعة، والقراءة، وتعظيم شان الكتاب.
- الاستفادة من وسائل العصر الحديثة، كشبكات التواصل الاجتماعي، والشبكة العنكبوتية، (الإنترنت).
- تنظيم متابعة الفضائيات المختصّة بالعلم والعلماء.
- تدوين الفائدة العلمية وكتابتها، كلّما سنحت الفرصة في ذلك.
- إفادة النّاس ممّا تعلم، فهذا له أثرٌ عظيمٌ في تبييت العلم.
- العمل بما يتعلّم، متى لزم الأمر، فذلك أثبت للعلوم.
- إعظام العلماء، ورفع قدرهم، وتعظيم شأنهم.
- التواضع، وعدم التكبر بما توصل إليه من علمٍ ومعرفةٍ.
- التركيز على جوانب معيّنة، وعلوم مخصصّة، يقوي مهارته بها.
- زيارة العلماء الذين يعرفهم، والتعرف على نظام حياتهم عن قرب.
- السفر مع العلماء، ومعرفة أخلاقهم.
هذه محطاتٌ، وعناصرٌ مهمّةٌ لطالب العلم، الطامح في بلوغ عواليه، ودرجاته المرتفعة، وتبقى الهمّة العالية، والعزيمة القويّة، والنية الصالحة، والمبادرة الشجاعة الفتيّة، أهمّ ركائز ذلك، ومحطاته، فهذه حلقاتٌ متى اتصلت أحدثت عظيم الأثر، وقوّة الإضاءة في نفس صاحبها وامتدّ نفعه بعد ذلك إلى من حوله، من الأقران والأصدقاء، وانعكست كذلك على المجتمع، نفعاً بالعلماء، والعلوم المختلفة، لخير أمّةٍ اخرجت للنّاس، أمّة اقرأ.