الحديث هو أهمّ وأوّل وسيلة للتواصل بين البشر، لا نختلف أن هناك طرق ووسائل كثيرة للتواصل غير الحديث وقد يكون معظمها أهم وأصدق من الحديث اللفظي، وهذه الطرق ووسائل توجب عليك تشغيل كامل حواسك وهذه الطرق ووسائل أصعب من الحديث اللفظي ولكنها أهم وأصدق.
الحديث طريقة للتواصل بين البشر لإيصال المعلومات للطرف الآخر تعتمد على الألفاظ وحركة اللسان والأوتار الصوتية، وقد يرافقها حركة في اليدين وانفعالات معينة في الوجه.
أمور تجب مراعاتها أثناء الحديث
- اختيار الموضوع الذي سيدرور حوله الحديث، واستخدام نبرة الصوت الهادئة ليسهل على الطرف الآخر استقبال الحديث.
- استخدام مصطلحات لبقة لا تثير استفزاز الطرف الآخر ولا تشعره بدونية الحديث، والموضوعية، وعدم التفرّع المشتت عن الموضوع الرئيسي، وإعطاء فرصة لتبادل الحديث، وعدم السيطرة التامة على الحديث وإلغاء دور الآخر.
- مراعاة التسلسل المنطقي للحديث وعدم استباق الأحداث.
- مراقبة الانفعالات الحسية حتى يظهر للطرف الآخر أنّك تشعر بالاضطراب.
- موازنة الحركات التعبيرية مع الصوت والموضوع، وعدم حكر الحديث لحياتك الخاصة، وإبداء الاهتمام لحديث الطرف الآخر وعدم الاستهانة برأيه وما يقول، وعدم التصلب على الرأي والمعارضة بلباقة ومنطق، والتحكّم في الوقت وعرض التفاصيل في الوقت المسموح حتى لا ينتهي الوقت قبل أن تنهي حديثك ولا ينتهي الحديث، ويتبقى وقت طويل ممّا يؤدي إلى الملل، أو الاضطرار إلى طرح موضوع غير مناسب.
- لا تنسَ أنّ الاقتباسات والأدلة قد تثبت موقفك دون هجوم أثناء الحديث، وابتعد عن اتخاذ موقف صاحب الحق دائماً وأنك دائمًا على حق والطرف الآخر على خطأ، وكن مستقبلًا أكثر مما تكون مرسلًا، حتى تستطيع تكوين فكرة داخلية عن الحالة النفسية والشخصية الموجودة أمامك ليسهل عليك التعامل معها بذكاء وسلاسة، واستعن برأيه في بعض المناطق الحوارية حتى يشعر بأهمية وفائدة وجوده، واستخدم أسلوب التشويق بعبارات وكلمات وعبارات ملغزة بعض الشيء، وفي ذات الوقت لا تستخدم هذه العبارات وكلمات وعبارات بمستوى عالٍ يشعر الطرف الآخر بالإحباط والتشتت مما سيغير مسار الحديث في ذهن المستقبل.
- تركيز البصر والتواصل البصري شيء لا يقلّ أهمية وفائدة عن الحديث اللفظي أثناء الحوار، وابتعد عن الحديث السلبي؛ لأنّك تستنزف طاقة المستقبل الحوارية.
- حافظ على ابتسامتك أثناء الحوار حتى لو كنت تتحدّث عن شيء محزن، ولا بأس في أن تستخدم منظار الآخر لترى بعينه قليلًا، وخذ مساحة للحديث عن حياته الخاصة ممّا سيشعره بالسعادة والاهتمام.
قل ولا تقل
قل نعم في بداية الحديث ولا تقل لا، قل برأيي أو من وجهة نظري ولا تقل أنا أريد، قل كان من الاحسن وأفضل ولا تقل يجب عليك، قل أنت ناجح ولكن أخطأت التصرف هذه المرة ولا تقل "أنت فاشل دائماً"، قل هذا خطأ بسبب قلّة خبرتك بهذا الموضوع ولا تقل: "أنت جاهل"، قل: "أحترم رأيك"، لكن لدي رأي آخر ولا تقل كلمة "لا" كثيراً، والاحترام هو أساس نجاح أي حديث وعلاقة.
