المُلحد
كلمة المُلحد تُطلق على كُلّ شخصٍ اعتنق وآمن بالمذهب الفلسفيّ الذي انتشر في العالم بعد انهيار الشُّيوعيّة وفي ظّل العلمانيّة وهو مذهب الإلحاد. الإلحاد هو مذهبٌ يقوم على فِكرةٍ محوريّةٍ وهي إنكار وجود الله تعالى، والزَّعم بأنّ الكون وما فيه وُجِد من دون خالقٍ وإنَّما بالصُّدفة المحضة، والادّعاء بأنّ الجزء الماديّ في المخلوقات أزليٌّ أبديّ، وأنّ المادّة هي الخالق والمخلوق؛ فكلُّ من آمن واعتقد بهذه الأشياء فهو مُلحِدٌ.
الإلحاد وإنكار وجود الله تعالى من بِدع العصر الحديث؛ فقلمّا عُرِف في قديم الأمم الإلحاد إلا في حالاتٍ معدودةٍ كفرعون موسى، وقد امتدّ هذا المذهب إلى العالم الإسلاميّ بعد انهيار الخلافة الإسلاميّة العثمانيّة، ومن أبرز الشَّخصيات التي روَّجت لهذا المذهب في العالم الإسلاميّ: الكاتب قابيل آدم الذي ألفّ كتابًا طعن فيه بالأديان وخاصّة الإسلام واسمه"كمال أتاتورك".
وفي مصر برز الكاتب إسماعيل أحمد أدهم صاحب كتاب" لماذا أنا مُلحد"، وصدور مجلة العصور التي أسّسها إسماعيل مظهر وكانت تتبنى الفِكر الإلحاديّ والطَّعن في العرب وتُمجد الشُّيوعيّة، ومن أهمّ الشُّعراء الذين عملوا لصالح هذه المجلة وتبنوا فِكرها: الشَّاعر عبد اللَّطيف ثابت، والشَّاعر الزُّهاويّ.
المعتقدات
كُلّ من يعتنق المذهب الإلحاديّ عليه الإيمان بأفكاره ومعتقداته ومن أبرزها:
- إنكار وجود الله تعالى.
- الحياة الدُّنيا وما فيها من الكائنات والمخلوقات ومن ضِمنها الإنسان وُجِد بالمصادفة.
- إنكار الحياة بعد الموت وما يترتب عليه من الحِساب والعقاب والجنّة والنَّار.
- إنكار كافة المعجزات التي أيدّ الله تعالى بها الأنبياء بحُجَّة أنَّها لا تتوافق مع المنطق ويرفضها العقل.
- إنكار كافة المبادئ السَّامية والأخلاق العُليا كالعدالة والنَّزاهة والجمال والحقّ.
- التاريخ في نظر الملحدين هو تجسيدٌ للجريمة والصِّراعات، وهو لا يمثل لديهم أيّ معنىً أو قيمة.
- التعامل على الإنسان كأيّ مادّة من مواد الطَّبيعة التي اكتشفت من قبل العلماء، وتنطبق عليه خواص وقوانين المواد.
الإلحاد في أسماء الله تعالى
الواجب في أسماء الله تعالى الإيمان بها إيمانًا مُطلقًا كتعرف على ما هى دون تحريفٍ أو تبديلٍ، ولكن هُناك من ألحد في أسماء الله على ثلاث صُورٍ هي:
- الإنكار لأيٍّ من أسماء الله المُثبتة في الكِتاب والسُّنَّة؛ كإنكار صفة الرَّحيم أو السَّميع أو الجبار أو يقرّ بالاسم ولكن يُنكر مضمون الاسم.
- إطلاق اسم من الأسماء على الله تعالى لمْ يردْ في الكِتاب والسُّنّة؛ فالتّسمية حقٌّ لله تعالى يُسمّي نفسه بما شاء ولا يُشاركه أحدٌ في هذا الحق؛ كتسمية الله بالأب عند النَّصارى أو القوة الفاعلة عند بعض المذاهب الفلسفيّة.
- تمثيل هذه الأسماء واعتبارها تدُلّ على أوصاف الخلق؛ كتشبيه اسم الله الجبار بجبروت أحدٍ من خلقه.
- اشتقاق أسماء للمخلوقات أو الآلهة المزعومة من أسماء الله العُظمى، كمن اشتق اسم العُزَّى من اسم العزيز.