العصر الجاهلي، هو العصر الذي سبق العصر الإسلامي بنحو 200 عام، سمي هذا العصر بالعصر الجاهلي نسبة إلى جهل العرب بعقيدة النبي إبراهيم عليه السلام، فأطلق عليهم اسم ( الجاهليين )، وكانت هناك فئة قليلة قد هدتها فطرتها إلى عقيدة إبراهيم فساروا عليها، وأطلق عليهم اسم ( الحنفاء )، وانتشرت في هذا العصر عبادة الأصنام والأوثان، والتي كانوا يطلقون عليها العديد من المسميات، ومن أشهرها هذه ( اللات، والعزة، ومناة، وهبل )، هذا، بالإضافة لعبادتهم للكواكب مثل القمر والشمس والنجوم، وأيضاً إلى الأشياء والنار وغيرها.
اتسم العرب في هذا العصر بحبهم للحرية، نتيجة لحياتهم في الصحراء، بالإضافة إلى الكرم والشجاعة واصلين للأرحام، مناصرين للحق مغيثين للملهوف، أما من سلبيات هذا العصر هو التفاخر بالأصل والقبيلة ( العصبية القبلية )، ومعاقرة الخمر ولعب القمار، واقتناء العبيد والجواري، ونتيجة لهذا الأمر لم يعرفوا معنى الاستقرار، بحيث كانوا دائمي الترحال طلباً للكلأ والماء، وأيضاً أدّت العصبية القبلية إلى انتشار الحروب القبلية ومن أشهر هذه الحروب حرب داحس والغبراء التي استمرت مئة عام.
أما المرأة في هذا العصر، فقد كانت مهمشة مضطهدة منزوعة الحقوق لا دور لها، بالإضافة إلى هذا الأمر كان إذا رزق أحدهم بمولودة أنثى قام على الفور بوأدها وهي على قيد الحياة، وأيضاً فقد حرمت المرأة من الميراث، والأكثر من هذا اعتبرت مادة تورث !، وامتاز هذا العصر بظهور العديد من الشعراء، وذاع صيت قصائدهم لدرجة أن بعض القصائد لعظمتها عُلقت على جدران الكعبة كـ ( معلّقة امرؤ القيس ) الذي اشتهر بشعر الغزل، وهو أحد أغراض الشعر في هذا العصر، وهي بالإضافة للغزل الهجاء والرثاء والمدح والوصف، كان الاهتمام بالقصص والحكم والأمثال.
وتميز الشعر في العصر الجاهلي بتصويره للبيئة الجاهلية، بالإضافة إلى تميزها بالصدق في التعبير والواقعية والوضوح والبساطة، واشتهرت التجارة وذاع صيت العديد من الأسواق في هذا العصر، ومن أشهرها سوق ( عكاظ )، والذي كان يجمع التجار والشعراء بحيث يتناولون الشعر شفوياً.
وأخيراً، وبإلقاء نظرة على مساوئ العصر الجاهلي بشكل عام، وتحديداً فيما يتعلق بالمرأة، فأنا لا أجد الفرق كبير بين العصر الجاهلي وعصرنا الحالي، فالعقلية الجاهلية ما زالت تسيطر على أبناء الوطن العربي، ونرى هذا الأمر جلياً في العصبية القبلية، والتي أصبحت تحت مسمى العصبية الطائفية، والحروب والمجاعات والتشتت والضياع في أرجاء هذا الوطن العربي الشاسع.