علامات و دلائل الساعة الكبرى التي ظهرت

علامات و دلائل السَّاعة هي مظاهرٌ وعلامات و دلائل تقع قبل يوم القيامة وتدلُّ على قرب وقوعه، ويجب على كلِّ مسلمٍ الإيمان بها؛ لأنَّها جزءٌ لا يتجزَّأ من الإيمان باليوم الآخر، فقال الله تعالى:"فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاء أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ (18).

جعل الله لقيام السَّاعة علاماتٍ لعدة حكمٍ منها:

• تمكين الإيمان في قلوب المسلمين.
• تنبيه المسلمين من غفلتهم.
• حثُّ المسلمين على الاستعداد للقاء الله تعالى بالأعمال الصَّالحة.
• المداومة على التَّوبة.
• الرجوع لله تعالى.
• البقاء على الحذر الدَّائم من قيام السَّاعة كي لا يباغتوا فيها.

قسِّمت علامات و دلائل السَّاعة إلى قسمين هما:

علامات و دلائل السَّاعة الصغرى

وهي علاماتٌ كثيرةٌ ومتعددةٌ وتسبق علامات و دلائل السَّاعة الكبرى، وهذه العلامات و دلائل منها ما وقع في الماضي ومنها ما يقع الآن، ومنها ما سيقع في المستقبل، ومن هذه العلامات:

• بعثة النبيِّ –صلَّى الله عليه وسلَّم-.
• انشقاق القمر.
• اختلال بعض السنن والقيم الاجتماعية.
• إضاعة الأمانة.
• رفع العلم وظهور الجهل بموت العلماء وكثرة القتل.

علامات و دلائل السَّاعة الكبرى

لم يظهر من علامات و دلائل السَّاعة الكبرى حتى الآن شيء، وهذه العلامات و دلائل هي:

• تخلُّف بعض السنن الكونيَّة عن مسارها كطلوع الشَّمس من مغربها: ويشير ذلك إلى حدوث انقلابٍ عظيمٍ في نظام الكون واختلالٍ في سننه بإذن الله، فتطلع الشَّمس من جهة الغرب، قال –صلَّى الله عليه وسلَّم-: "لا تقومُ الساعةُ حتى تَطْلُعَ الشمسُ من مَغْرِبها ، فإذا طلعت فرآها الناسُ آمَنوا أجمعون، فذلك حين لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ، أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا...."، وبعد ظهور هذه العلامة لا تنفع الإنسان التَّوبة إذا لم يكن قد تاب قبل ذلك.
• الدَّابة: ولا يعلم نوع هذه الدَّابة ولا شكلها إلا الله، تُكلِّم هذه الدَّابة النَّاس وتعرف المؤمن منهم من الكافر، قال الله جلَّ وعلا: " وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآَيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ".
• الدُّخان: يبعث الله من السَّماء دخاناً يغشى النَّاس فيأخذ المؤمن منه كهيئة الزكام، بينما يأخذ بأنفاس الكفَّار فيصيبهم الضيق الشَّديد بسببه، فقال تعالى: " فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ".
• ظهور الدَّجال: وهو رجلٌ يظهر في آخر الزَّمان يدَّعي الألوهيَّة، ويسعى لفتنة النَّاس عن دينهم مستعيناً بما أعطاه الله من العادات الخارقة والأمور العجيبة، وجاءت الكثير من الأحاديث التي تحذِّر منه وتبيَّن صفاته، وتحكي عن ما يحدثه في الأرض من فساد.
• ظهور المهدي: وهو رجلٌ صالحٌ من أمَّة سيدنا محمد –صلَّى الله عليه وسلَّم- يظهر في آخر الزَّمان، يحكم بالإسلام وينشر العدل بين النَّاس، وعدَّ بعض العلماء ظهوره علامةً من علامات و دلائل السَّاعة الكبرى؛ لكثرة الأحاديث الواردة فيه عن رسول الله –صلَّى الله عليه وسلَّم-، ومنها قوله: "لو لم يبقَ من الدنيا إلا يوم لطوّل الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلاً مني – أو – من أهل بيتي ، يواطئ اسمه اسمي ، واسم أبيه اسم أبي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، كما ملئت ظلماً وجوراً".
• نزول عيسى عليه السَّلام: الأدلة الشَّرعيَّة تشير إلى ثبوت نزول عيسى بن مريم عليه السَّلام في آخر الزّمان، وإلى كونه علامة من علامات و دلائل السَّاعة، وإلى أنَّه عليه السَّلام يحكم بالقرآن ويلتزم بشريعة الإسلام، وعلى يديه تكون نهاية المسيح الدَّجال بإذن الله تعالى.
• ظهور يأجوج ومأجوج: يأجوج ومأجوج هو اسمٌ لأمةٍ كبيرةٍ تخرج في آخر الزَّمان تنشر الفساد والدَّمار في الأرض أخبر الله عنهم في قوله:" حَتَّى?? إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ? يَنسِلُونَ ???? وَ?قْتَرَبَ ?لْوَعْدُ ?لْحَقُّ فَإِذَا هِىَ شَـ?خِصَةٌ أَبْصَـ?رُ ?لَّذِينَ كَفَرُوا? يَـ?وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِى غَفْلَةٍ? مِّنْ هَـ?ذَا بَلْ كُنَّا ظَـ?لِمِينَ".
• الخسف: أشارت الأحاديث النَّبويَّة إلى ثلاثة خسوفٍ كبيرةٍ تقع قبل قيام السَّاعة، خسفٌ في المشرق، وخسفٌ في المغرب، وخسفٌ في جزيرة العرب.
• نارٌ تخرج من اليمن تطرد النَّاس من محشرهم: قال صلَّى الله عليه وسلَّم:" وآخر ذلك نارٌ تخرج من اليمن تطرد النَّاس إلى محشرهم"، وهذه آخر الآيات ظهوراًن حيث إنَّها تسوق الخلائق إلى المكان الذي سيتمُّ فيه الحشر والوقوف بين يدي الله تعالى.