الإيمان بالملائكة
أركان الإيمان ستة، ثانيها الإيمان بالملائكة بعد الإيمان بالله عزّ وجل، فلا يصحّ إيمان العبد ما لم يؤمن بهم دون تفرقة، فلا يجوز أن يُحبّ من يشاء ويُبغض من يشاء، ويجب الإيمان بأنّهم من مخلوقات الله تعالى، والاعتقاد بوجودهم وبأعمالهم حتى لو لم نرهم، وذلك التزاماً بما ورد في القرآن الكريم، والسنة النبويّة الشريفة.
خُلق الملائكة قبل خلق البشر؛ حيث أخبر الله العظيم ملائكته بأنه سيخلق بشراً من طين، ويجب عليهم أن يسجدوا لهم سجود التكريم، وكذلك خُلقوا قبل خلق السموات والأرض والجن، وعددهم لا يعلمه إلا الله، ولكلٍّ مِنهم مهمّة ووظيفة موكلة إليه، وقد ذُكرت لنا أسماء البعض منهم كسيّدنا جبرائيل وميكائيل عليهما السلام.
مكان وجود الملائكة ووظيفتها
تعيش الملائكة في السماء، وأحياناً يأمرهم الله عزّ وجل للنزول إلى الأرض لتنفيذ مهمّة أمرهم بها؛ فوظيفتهم بالدرجة الأولى عبادة الله وتعظيمه وتسبيحه وتقديسه، وثمانية منهم مأمورون بحمل العرش العظيم، ومنهم من يبلغ الوحي، ومنهم الموكل بحفظ بني آدم وتثبيته، وكتابة حسناته وسيّئاته، والدعاء للمؤمنين والاستغفار لهم، وتنفيذ العذاب ومعاقبة الكفار، وكذلك قبض الروح عند الموت، والنفخ في الصور يوم القيامة.
طريقة خلق الله للملائكة
خلق الله عزّ وجل الملائكة من النور، ولا يعلم طبيعته ومن أيّ نوعٍ هو النور إلا الله، والبشر بحكم طبيعتهم التي خلقهم الله عليها ليس بإمكانهم رؤية الملائكة على صورتهم الحقيقية، فرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عندما جاءه الملك جبريل عليه السلام جاءه بصورة رجل كان يعرفه؛ فالعين البشريّة ليس بمقدورها رؤية هذا النور، ولكن سبحانه وتعالى خرق العادات بقدرته ومكّن رسوله من رؤية جبريل مرّتين فقط على حقيقته النورانية، فالأولى عندما أوحي إليه، والثانية في الإسراء والمعراج.
نحن نؤمن بأنّ الملائكة عظيمو الخَلق، لهم أجنحة يختلف عددها من ملك لآخر، كما أنّهم أقوياء البنية، منظرهم جميل، فعندما يوصف بشر بأنه جميل يتمّ تشبيهه بالملائكة، كما شُبّه بهم سيدنا يوسف عليه السلام.
خلق الله عزّ وجل الملائكة لعبادته وحده؛ فهم معصومون لا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون، ويطيعون مولاهم وينفّذون أوامره دون كلل أو ملل، ويُسبّحونه ليلاً ونهاراً بلا فتور ولا سأم، فقد منح الله المَلائكة عقل بلا شهوة؛ فهم لا يأكلون ولا يشربون، ولا يوصفون بالذكورة ولا بالأنوثة، لا يشتهون النكاح، فضلاً عن ذلك فهم كرام بررة أخلاقهم حسنة حميدة.