الروح
الروح هي أعظم مخلوقات الله عزّ وجل، حيث وضحت الآيات القرآنية مدى تعظيم الروح وتشريفها، إذ قال تعالى: ?فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِين? صدق الله العظيم، فقد نسب الله سبحانه وتعالى الروح إلى ذاته العظيمة.
لكن الروح أمرها مجهول وغريب ولا تعرف ماهيتها ومم تتكون، فالله سبحانه وتعالى خلق الروح وجعلها أمراً خاصاً لا يعلم عنها إلا هو عز وجل، وقال الله تعالى : ?وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ? صدق الله العظيم.
الروح مخلوق مجهول الماهية ولكنه يمنح الجسد الحياة، فبجريان الروح في الجسم تجري الحياة فيه وبخروجها تنتهي الحياة بإذن الله تعالى، وتتصل الروح بالجسد اتصالاً وثيقاً، فتتصل بجسم الجنين في بطن أمه و تعلق بجسد الإنسان حال ولادته، وتبقى متصلة به عند المنام وفي حياة البرزخ وحتى حين البعث والنشور، والروح هي من أمر الله لذلك لا يصدر عنها إلا تعرف ما هو خير، خلاف العقل المسخر للتفكير واتخاذ القرار بمفرده، فبإمكانك اختيار شيء سيء وقرار خاطىء والمضي نحوه فالعقل مخلوق سخّر لتلبية اختياراتك، وأمّا النفس هي المخلوق الأقل سمواً بين هذه المكونات، حيث إنّ النفس تتعلق بالماديات فقط وتموت وتنقطع نهائياً وتحيا بأمر الله تعالى.
الروح بعد الموت
روح الإنسان تخرج حينما يموت، ويرجح أنّها تسكن في حياة جديدة تسمى الحياة البرزخية، وهناك خواص مرجحة للروح في تلك الحياة، فأرواح الموتى تتلاقى وتقسم إلى قسمين كما ذكر ابن قيم الجوزية، "أرواح معذبة وأرواح منعمة فالمعذبة في شغل بما هى فيه من العذاب عن التزاور والتلاقي والأرواح المنعمة المرسلة غير المحبوسة تتلاقى وتتزاور وتتذاكر ما كان منها في الدنيا وما يكون من أهل الدنيا فتكون كل روح مع رفيقها الذي هو على مثل عملها وروح نبينا محمد في الرفيق الأعلى"، ويقول أيضاً بأنّ أرواح الموتى تستفيد من الدعاء.
قبض أرواح الحيوانات ومصيرها
لقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم، أنّ ملك الموت هو من يقبض أرواح البشر، فقال تعالى: ( قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ)، أمّا عن أرواح الحيوانات فلم يذكر قابضها وقد اجتهد أهل العلم وقالوا بأنّ ملك الموت يقبض أرواح جميع المخلوقات، وبعض منهم رجحوا أنّ الله تعالى هو من يتوفى الحيوانات بنفسه.
أمّا عن مصير الحيوانات بعد الموت، فجميع مخلوقات الله تعالى تحشر وتجمع يوم القيامة وهذا من عدل الله تعالى المطلق، ولكن بعد ذلك تتحوّل إلى تراب، ولذلك يقول الكافر والمذنب يا ليتني كنت تراباً يوم الحساب.