جهنم
أعد الله سبحانه وتعالى جهنم بما فيها من عذاب شديد لمن كفر وأشرك به وكذّب رسله في الحياة الدنيا، لتكون عقاباً لهم على ما فعلوا وظلموا به أنفسهم، وجعل الله تعالى لجهنم سبعة أبواب، كما جعل في كلّ منها نوع شديد من أنواع العذاب، وتغلق هذه الأبواب جميعاً على أهل النار حال دخولهم إليها، كما تحاط بأسوار عالية ومتينة تمنع هروبهم أو خروجهم منها، ويبلغ عمق جهنم مسافة سبعين سنة حيث تتسع لأعداد لا تحصى من الكافرين ولا تكتفي منهم أبداً وتستمر في طلب المزيد.
عدد أبواب جهنم
ذكر في القرآن الكريم تفصيل واضح وصريح لعدد أبواب النار وذلك بقوله تعالى: " وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ " (سورة الحجر، الآية 44)، كما ذكر ابن كثير في شرحه للآية أنّ هنالك جزء مخصّص في كل باب يدخل منه أتباع إبليس، كما يدخل الناس من هذه الأبواب بحسب أعمالهم ويستقرّون في اى موقع منها بحسب أعمالهم، وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال "أن أبواب جهنم هكذا أطباقاً فوق بعضها البعض" كما ورد عنه قوله " أبواب جهنم سبعة بعضها فوق بعض فيمتلئ الأول ثم الثاني ثم الثالث حتى تمتلئ كلها، " رواه الطبري.
أسماء أبواب جهنم ووصفها
روى أهل العلم بأنّ لكل باب من أبواب النار حصةّ معلومة من الكفار والمنافقين وغيرهم من أهل الجنّ والشيطان وأتباعه، كما تصل المسافة التي تفصل كل بابين منهما إلى خمسمائة عام، حيث يطلق على الباب الأول اسم جهنم فيه أخف أنواع العذاب حيث تجهم النار وجوه أهله وتأكل لحومهم، أمّا الباب الثاني فيسمى لظى يدخل من هذا الباب كلّ من انصرف عن التوحيد ويكون عذابهم التهام النار لأيديهم وأذرعهم وأقدامهم وسيقانهم، ويسمى الباب الثالث باب سقر ويطلق عليه هذه التسمية لأنّ النار تقوم بالتهام اللحم وتترك العظام في الأجسام كما هي.
أمّا الباب الرابع فهو باب حطمة وسمي ذلك لأنّه يحطم عظام ويحرق أفئدة من فيه وتبدأ النار بالتهام أقدامهم ثمّ تستمر في الصعود حتى أفئدتهم و كما ترمى شرارات شديدة الحرارة من هذا الباب إلى السماء ثمّ تهبّ هذه الشرارات على وجوه أهل هذا الباب فيبكون دموعهم حتى تنتهي ثم يبكون دمائهم حتى تنتهي، ثم يبكون القيح حتى ينتهي.
الباب الخامس هو باب الجحيم وسمّي بهذا الاسم بسبب احتوائه على جمر بحجم ضخم حيث يزيد حجم الجمرة الواحدة عن حجم الحياة الدنيا، أما السادس مها فهو باب السعير، أطلق عليه هذا الاسم لأنه يسعّر بداخله ثلاثمائة قصر، حيث يحتوي كل واحد منها على ثلاثمائة منزل، كما يتضمّن كل منزل منها على ثلاثمائة صنف مختلف من العذاب، كما يحتوي كل منزل منها على أفاع، وعقارب، وقيود، وغلال، وأشد هذه المنازل عذاباً هو منزل الحزن ويقال بأنّه إذا فتح هذا المنزل يحزن أهل النار بشدة.
الباب السابع هو باب الهاوي، لقب بهذا الاسم لأنّ من يهوي بداخله لا يخرج منه أبداً، ويحتوي باب الهاوية على بئر يسمّى الهباب وكلما خرجت منها نار تبدأ النيران بالاستعاذة منها لشدتها، كما يحتوي باب الهاوية على جبل عظيم يقف فيه أهل النار على وجوههم مسحوبين بالأغلال من أيديهم نحو رقابهم ومسحوبةٌ رقابهم نحو أقدامهم، وإذا لطم أحدهم بالمقمع لطمةً واحدة يصل صوتها إلى الثقلين.
