التربية
التربية من الأمور الأساسية في الحياة البشرية، فما يتربى عليه الفرد يظهر بصورةٍ فرديةٍ أو جماعيةٍ في المستقبل، وقد تم الاهتمام بهذا الموضوع بشكلٍ كبيرٍ؛ فحاول المختصون وضع المناهج المختلفة للتربية التي تتناسب مع طبيعة البشر وتغير الظروف والأحوال من زمنٍ لآخر، إلّا أن المنهاج الإسلامي هو الوحيد الذي استطاع أن يثبت على مر العصور وأن يناسب الفئات المختلفة من البشر باختلاف الأجناس والأعراق واللغات.
لقد ضعفت الأمة وظهرت فيها المشاكل وعيوب والمصائب عندما ابتعد المربون عن المنهج الإسلامي، ففي العادة يعجب الضعيف بالقوي ويقلده، وخلال مراحل مختلفةٍ من الأزمنة عانت الأمة من الضعف فاتجه إعجاب البعض إلى الدول الغربية بوصفها الأقوى، وقلدوا الغرب في حياتهم وطرق ووسائل تربيتهم للأجيال متناسين أنّ ما يناسب تلك الأمة لا يناسبنا نحن المسلمون، ولو أنهم اتبعوا المنهج الإسلامي والسنة النبوية الشريفة لما ظهرت لديهم المشاكل.
خصائص التربية
لابد من أن تتوفر بعض الخصائص في التربية لتكون صالحةً، ومن الاحسن وأفضل التعرف على خصائص التربية الإسلامية والالتزام بهذه الخصائص من أجل إنشاء أجيال واعية وقادرة على النهوض بمجتمعاتها، وهذه الخصائص هي:
- الربانية؛ فالله تعالى هو الذي خلق الإنسان وهو الأكثر قدرة على معرفة ما يحتاجه وما يناسبه، وهذا يجعل التربية تتصف بالعدل والمساواة والقدسية فلا يمكن لأي شخصٍ أن يعترض عليها وإنما يقدّسها وينفذها بصورتها، بينما مناهج التربية التي يضعها الإنسان تحتوي على الكثير من الأخطاء والثغرات نتيجة قصور عقل الإنسان في إحاطة جميع أنواع البشر وصفاتهم وخصائصهم.
- الشمول والعالمية؛ لتكون التربية صحيحة لابد من أن تشمل جميع جوانب حياة الناس، نظرياً وعملياً؛ حيث يستطيع من يتبعها أن يطبقها كما جاءت، وأن تكون صالحةً لجميع أنواع الناس والأمم؛ فليست مختصةً فقط بالمسلمين وإنما يمكن لكل من يرغب أن يطبقها في حياته للحصول على نتائج إيجابية جيّدة.
- الوسطية؛ لابد أن تمتلك التربية أسلوب الوسطية للتمكن من تطبيقها على الجميع، فالضغط الشديد قد يولد الانفجار والتمرد، كما أن التساهل الشديد قد يؤدي إلى الإهمال.
- الوضوح والواقعية، لابد من منهج التربية أن يكون واضحاً للجميع ليستطيع أي شخصٍ فهمه وتطبيقه، كما يجب أن يكون في نفس الوقت واقعياً ليستطيع الإنسان تطبيقه.