التعامل مع شريك الحياة
شريك الحياة هو الزوج أو الزوجة الذي يكمل نصفك الآخر، وهو الشريك الذي يقاسمك الحياة بكل تفاصيلها، من أفراحها وهمومها وأحزانها، وراحتها وتعبها، هو الذي يتحمل معك عبءَ الحياة ومسؤولياتها، وهو الذي يقاسمك تربية الأبناء والحفاظ عليهم، هو الذي يشاركك المأكل والملبس والمنزل الذي تقطنه، هو الشريك الذي تقضي معه سنوات عمرك بحلوها ومرها، و هو الشريك الذي يحتاج دعمك ومساعدتك في المواقف الصعبة، ويحتاج تشجيعك ومؤازرتك في تحقيق نجاحاته، ويحتاج إلى مواساتك في فشله في محاولة معينة.
ولكنّ كلَّ حياة زوجية لابد أن يشوبها بعض الشوائب التي نسميها بملح الحياة الزوجية، ألا وهي المشاكل وعيوب الزوجية، ولكن هناك من يستطيع التعامل مع هذه المشاكل وعيوب بدبلوماسية وأسلوب مناسب لحل المشكلة وإنهائها، وهناك من يتخبط في مواجهة المشاكل، ولا يستطيع حل المشكلة بالشكل الصحيح، وإنما قد يساعد في زيادة وطئتها وتعقيدها، غير أن هناك أساليبَ وفنوناً على الأزواج والزوجات القيام بها بشكل صحيح ومناسب، ليتمكنوا من تحقيق حياة زوجية مثالية، وهذه الأساليب يطلق عليها فن التعامل مع الشريك، فهي تعتبر من الفنون التي تستحق لقب "فن" لمن يتقنها، وفي هذا المقال سنتعرف على فن التعامل مع الشريك.
أساليب ناجحة للتعامل مع الشريك
لاتخلو الحياة الزوجية من المشاكل وعيوب والاختلافات مهما كان مستوى التفاهم بين الزوجين عالياً، ولكن لتجنب زيادة المشكلة وتأثيرها السلبي على الحياة، هناك طرق وخطوات يجب اتباعها لتخفيف وانقاص المشكلة والقضاء عليها ومن أهمها:
- عند حدوث المشكلة مهما كان حجمها أو طبيعتها، على أحد الأطراف أن يقوم مباشرةً بامتصاص غضب الطرف الأخر، ومحاولة تهدئة الأمور، والابتعاد عن أي تصرف قد يستفز الطرف الغاضب أو يزيد غضبه، مهما كانت وجهة نظر الطرف الغاضب سواءً كانت سليمة أم خاطئة، هذه الخطوة هي من أهم الطرق وخطوات التي يجب اتباعها، والتي لها دور كبير في تخفيف حجم المشكلة إلى النصف مهما كان حجمها وسببها، حيث إن قيام الطرفين بالنقاش بطريقة حادة وعدم انتظار سماع وجهات النظر بهدوء يجعل المشكلة تتضاعف وتزداد سوءاً مهما كانت صغيرة.
- على الطرف الآخر أن يسمح للطرف الغاضب بالتعبير عن غضبه كاملاً سوءاً كان بالصراخ أو البكاء، دون معاتبته أو مقاطعته أو محاولة إسكاته، لأن ذلك يساعد إلى حد كبير في هدوء الطرف الغاضب بشكل كبير عند الإنتهاء من تفريغ غضبه، ولكن يحاول الطرف الأخر منع الطرف الغاضب من إيذاء نفسه أو إيذاء الآخرين، إن كانت هذه هي طريقته في التفريغ عن غضبه.
- عند التأكد من هدوء الطرف الغاضب بشكل تام، والتأكد من برود المشكلة تماماً، يحاول الطرف الأخر إيصال وجهة نظره للطرف الغاضب بطريقة هادئة وأسلوب جيد، مع محاولة توبيخه لنفسه أثناء الحديث، وتقديم الاعتذار والاعتراف بالخطأ أمام الطرف الغاضب، ولو كان ذلك بطريقة غير مباشرة، حيث إن هذه الخطوة تمنح الطرف الغاضب دفعة معنوية عالية نتيجة اعتراف الطرف الآخر بخطئه مما يجعله يستجيب لحل المشكلة وإنهائها، والعودة للحالة الطبيعية، ومصالحة كل طرف للآخر تتم بشكل أسرع وعن قناعة أكبر.
- محاولة أحد الأطراف القيام بلفتة جميلة بعد إنهاء المشكلة، كتقديم هدية للطرف الأخر، حتى لو تم تقديم الهدية للطرف المخطىء، فيكون ذلك تعبيراً عن امتنان الطرف الآخر نتيجة لاعترافه بخطئه ومحاولته لإصلاحه، مما يدفع الطرف المخطىء لأن يتعلم من خطئه ويحاول تجنب في المرة القادمة، أو أن يقوم الطرف المخطئ بتقديم هدية للطرف الآخر تعبيراً عن أسفه بطريقة جميلة.
- على الشريكين أن يحاولا دائماً أخذ الخطوة الاستباقية قبل حدوث المشكلة، وذلك من خلال ابتعاد كل منهما عما يزعج الآخر، ومحاولة الالبحث عن الطرق ووسائل والوسائل التي تجدد المشاعر بين الطرفين، وتقضي على الروتين الذي من شأنه أن يؤدي إلى الكثير من المشاكل، ويحاول كل منهما أن يكون مبادراً ولاينتظر المبادرة من شريكه، فعندما يبادر أحد الشريكين بلفتة جميلة وغير متوقعة، فسيكسب قلب الشريك بطريقة مميزة، مما يعود عليه بالراحة النفسية والسعادة الغامرة.