الخوف
كثيراً ما نسمع عن الخوف والآثار السلبيّة التي يُخلّفها، كما أنَّ كلّ واحدٍ منّا لا بُدَّ وأنّهُ قد أحسَّ بالخوف يوماً ما؛ فالخوف هو حالةٌ طبيعيةٌ يمرّ بها الإنسان حينَ يتعرّض لِموقفٍ غير مألوف كمواجهة حيوان غريبٍ مُفترس، أو رؤية حادث سير مروّع، أو ربما يكون الخوف من المُستقبل وما تحملهُ الأيّام.
تبقى هذهِ المخاوف طبيعيّةً طالما كانت على فتراتٍ مُتباعدة، وليست طبعاً مُتلازماً مع الإنسان، ولكنّها تتحوّل إلى حالةٍ مرضيّةٍ لدى الأشخاص الذين يقعون فيها بشكلٍ مُتكرّرٍ وشبه يوميّ، وقد لا يستطيع بعضهم النوم، أو يزداد مُستوى ضغط الدم وضربات القلب لديه بشكلٍ كبيرٍ جدّاً حين يُفكّر في أمرٍ ما، أو يتعرّض لهُ مع أنّه ليس بالأمر المُخيف.
الفوبيا
هُناك ما يُسمّى بالفوبيا؛ وهي حالةُ الخوفِ القاهرة، التي تُسيطر على الإنسان من بعض الأشياء؛ فهُناك أناس يخافون من القطط، أو من الحيواناتٍ بشكل عام، وبعضهُم يخاف من الأماكن العالية والمُرتفعة، والبعض الآخر يخاف جدّاً من الأماكن المُغلقة، وربّما وجدنا بعض الناس تخاف من النباتات والزُهور، وهذهِ كُلّها حالات من الخوف يجب القضاء عليها من خلال وسائل علاجيّة، إذا كانت الأمور في غاية الصُعوبة، أو من خلال خُطواتٍ بسيطةٍ حين يكون الخوف طبيعياً.
نصائح للتخلّص من الخوف
- عليكَ أوّلاً أنْ تُحدّد الأمور التي تَخاف منها، فمثلاً أنت تخاف من الجُمهور ومواجهة الناس، وهذا الأمر لهُ طُرُقٌ معيّنة لعلاجه والتخلّص منه، تختلف عن خوفك من الأماكن المُغلقة أو المرتفعة وما شابه ذلك؛ فعندما تُحدّد خوفك والأمور التي تخافُها فأنت حينها تكون على استعدادٍ للبدء في حلّ هذهِ المخاوف وتجاوزها.
- اكسر حواجز الخوف عن طريق المواجهة؛ واجه ما تخشاه ولا تبقى بعيداً عنه، وينطبق هذا على من يخشى الناس - على سبيل المثال -، فأنت حينما تلتقي بالناس وتتكلّم أمامهُم تزداد ثقتك بنفسك، وتتغلّب على خوفك الاجتماعيّ ورُهابك منهُم.
- حاول أنْ تتحدّث مع نفسك بطريقةٍ واثقةٍ وقويّة؛ فكلامُك الداخليّ والمونولوج الذي تعقده بينك وبين ذاتك هو بَرمجةٌ لغويةٌ عصبيّة، تتحكّم فيها بانفعالاتك، وتتغلّب على خوفك؛ لذا حاول أنْ تُكثر من العبارات وكلمات وعبارات التي ترتفع فيها طاقتك الحيويّة، وكرِّر الحديث عن مهاراتك التي تَتَمتّع بها، وأنّك قادرٌ على تخطّي أيّة مُشكلة تعترض طريقك، بفضل شخصيّتك ومعرفتك الجيّدة.
- عزّز ثقتك في نفسك؛ من خلال تذكّر نجاحاتك ومواقفك التي تَدلُّ على شجاعتك في بعض المواقف التي مرّت بك.
- الجأ إلى الله في صلاتك ودُعائك، وكُن قريباً من ربّك؛ فهوَ - جلّ جلاله - يمنحكَ الطمأنينة، ويُعطيك القوّة والشجاعة.