وقت الفراغ
يعتبر الوقت من أهم المقوّمات التي يجب أخذها بعين الاعتبار لتحقيق النجاح، ولإتمام المهام والوظائف المطلوبة من الشخص في المواعيد المحددة لها من دون أي تأخير، حيث إنّ الاستغلال الأمثل للوقت يعد من العوامل الرئيسيّة التي يقف عليها نجاح أي عمل في حياة الإنسان، ولكن في ظل الضغوطات اليومية التي يعيشها ما بين الحياة الأسرية والاجتماعية والأكاديمية والمهنية، لا بدّ من وجود بعض أوقات الفراغ سواء في نهاية الأسبوع أو خلال اليوم الواحد، أو في بعض الأوقات من الشهر أو السنة، والتي يسعى فيها الإنسان إلى قضاء العديد من الأوقات الممتعة والاستفادة القصوى من هذه الأوقات، ولكن قبل الحديث عن أبرز الطرق ووسائل التي يمكن من خلالها الاستفادة من وقت الفراغ والاستمتاع فيه وعدم الشعور بالضجر والملل وخاصة في حال وجود وقت فراغ طويل جداً، لا بدّ من تسليط الضوء على هذا المفهوم، حيث يُعرف وقت الفراغ أنه ذلك الوقت الذي لا تكون فيه أيّة أنشطة ومهام ووظائف مفروضة على الشخص، ويجب القيام بها ضمن وقت وزمان ومكان محدد، أي أنه الوقت الذي يكون من حق الشخص أن يقوم فيه بأنشطة يقررها بنفسه، ولا تُفرض عليه من أي جهة.
استثمار وقت الفراغ
- يمكن للشخص أن يقوم ببعض الأعمال التطوعيّة، التي تنعكس على صحة النفسية بشكل إيجابي جداً، حيث إنّ هناك علاقة طردية ووثيقة بين إسعاد الآخرين وتقديم المساعدة لهم، وبين شعور الشخص بالرضى العام والرضى عن الذات واحترامها، وشعوره أيضاً بالإنجاز والسعادة، بالإضافة إلى أنه يقدم نوعاً من الخدمات الاجتماعيّة المميزة التي تعود على الآخرين بالنفع والفائدة، وقد يكونون بحاجة ماسة لها.
- يمكن للشخص استغلال أوقات الفراغ الخاصة به لأداء الأنشطة والتمارين الرياضيّة المختلفة، والتي بدورها تقلل إلى حد كبير من التوتر والقلق الناتج عن الضغوطات الحياتيّة والعملية اليومية، وخاصة تلك التي تنتج عن تراكم المهام المطلوبة من الشخص، وساعات العمل الطويلة، والالتزامات الاجتماعيّة وغيرها.
- ينصح باستغلال هذا الوقت للتعلم، حيث إنّ الثورة المعلوماتية والتكنولوجية والتقنية التي نعيش في كنفها تقدم لنا يومياً كماً هائلاً من المعلومات الحديثة وآخر المستجدات التي توصل إليها العقل البشري، والتي يصعب مواكبتها بشكل مستمر، لذلك لا بدّ من تخصيص جزء من وقت الفراغ لتغذية العقل ببعض المعلومات الحديثة من خلال القراءة والتصفّح، أو بتعلم لغة جديدة، أو بتعزيز القدرات في لغة لدى الشخص معرفة سابقة بها، أو في تعلّم واكتساب مهارات جديدة، من شأنها أن تضيف لقدرات الشخص بعض الأمور وتساعد على تطوّره.