أعتبر الحب من أهم واحسن وأفضل الطرق ووسائل التي من شأنها أن تجمع القلوب فيما بينها ، فأنت عندما تحب شخصا تجد نفسك ملهوفاً عليه ، تحاول بشتى الطرق ووسائل أن تلفت انتباهه ، وتساعده بأي طريقة تأتي في بالك ، فالحب يعني أن تتفرد بسلطة مطلقة تجعلك تفكر بمن تحب بأي طريقة تجمعك به ، وحتى لو كانت عبارة عن خيالات لا يرسمها لك إلا خيالا استوحش من نار الفراق والهجران ، فلو كنت تحب أحدهم مثلاً سستجد أنه لمن المنصف أن يشعر من تحب بلوعة حبك ، ويستشعر أحاسيسك ، ومشاعرك التي طالما كانت الأساس والأهم على طريق الحياة التي أصبح موحشة للغاية ، فلا يمكن لآحدنا أن يتخيل غياب الحبيب عن الحياة ، أو عن الناظرين ، فما أصعب الفراق على المحبين ، وما أصعب ألا نرى من نحب أمامنا على الدوام ، فهذه طرق وخطوات حياة لا تسير بدون قلب المحب ، وشغفه علينا . وعندما أتحدث عن الحب لا أعني بذلك الشريك الذي نعيش معه كل اللحظات الجميلة ، ولكن الحديث عن المحبين يشمل أهم جزء في الحياة ، يشمل الأب ، والأم ، والأبناء ،فكيف يمكن أن نكون غير منصفين في الحديث عن هؤلاء ، فهم نبع الحنان كله ، وهم المملكة التي لولاها لما خرجنا للحياة بكل قوتنا ، فحفظ الله أهلنا وأحبتنا ، وأخوتنا من كل سوء .
وليس كما يعتقد الكثيرين ، فالحب هو المملكة التي نعيش في ظلالها ، لنكون ملوكاً على عرشها ، وهو الشغف الذي نحيا في سبيله بدون معاناه ، فالحياة مع الحب دائماً ما تكون أسهل واجمل وافضل ، وحياة المحب دائماً عبارة عن دوامة من الجمال واللوعة واللهفة ، أعرف عن الحب أنه لا يمكننا أن نعيش بدونه ، وأنه غير مرتبط بزمان ولا بمكان ، وأعلم أن الحب يعني أن نقبل كل ما يحيط بنا بدون أن نتكبر عليه أو أن نطالبهم بالتغيير لآجلنا ، والحب يعني أن نمووت ألف ألف مرة ليحيا من نحب بسعادة وهناء ، وأهم ما أعرفه عن الحب هو أنه لا يمكن أن نبني السعادة على تعاسة الاخرين ، فلا يمكن أن نقبل بذلك سواء لأحبتنا ، أو حتى من نرى فيهم الشر بقربهم منا . وأقول في الحب أننا نسعد باتخاذ قرار يحطم كل القيم والمعاني ، في سبيل الحصول على أوقات معينة نسعد بوجودها بحياتنا .
وختاماً ، فإن الحب الحقيقي هو أن نكون علاقة نكسوها بالحب والوئام ، ويتولد عنها سعادة أبدية لا يمكن أن يحطمها زمان ولا مكان هو احسن وأفضل ما يمكننا أن نصنعه في حياتنا ، لآن ذلك هو الذي يدوم لنا ، وغيره فان .
