الفيروسات
شهدت البشرية العديد من الأمراض والأوبئة المختلفة التي حصدت آلاف الأرواح على مر العصور، وكان المسبّب لغالبية تلك الأمراض هي الفيروسات، وهي كائنات حية دقيقة جداً تقوم باستيطان الخلايا والتغلّغل فيها لتتلفها، ومن ثمّ تعمل على استنساخ العديد من النسخ عن ذاتها لتتكاثر داخل الجسم مسبّبةً له المرض، وغالباً ما تكون هذه الأمراض عديمة الاستجابة للمضادّات الحيوية، كما أنّ هنالك أنواع منها ليس له أي دواء أو لقاح لعلاجه بشكل جذري، والأمراض الفيروسية مختلفة ومتنوعة وتتسم بسرعة إنتقالها بين البشر كالوباء، حيث إنّ لكلّ منها طرق ووسائل معينة لانتقاله، ومن أمثلة الأمراض الفيروسية هو مرض التهاب الكبد الوبائي، الذي سنسلط الضوء عليه في مقالنا هذا.
التهاب الكبد الوبائي
مرض التهاب الكبد الوبائي هو عبارة عن مرض معدٍ، يسببه أنواع معينة من الفيروسات وعددها خمسة فيروسات وهي: أ، ب، ج، د، هـ، والتي تقوم بدورها بمهاجمة الكبد والإضرار بخلاياه، بحيث تقوم استيطان تلك الخلايا واستخدامها كوسيلة لإنتاج فيروسات جديدة مسببةً بذلك تلف الخلايا العائلة وتدميرها، وتختلف أعراض المرض وشدّته تبعاً لنوع الفيروس المسبب له، إلّا أنّه بشكل عام يؤدي إلى إصابة الجسم بالصفراء خاصةً لدى الأطفال، وتكمن خطورة هذا المرض في أنّه يؤدّي إلى الإصابة بالفشل الكبدي الحاد الذي يؤدّي إلى الغيبوبة ومن ثم الموت.
إنّ فيروس التهاب الكبد الوبائي متخصص بمهاجمة الكبد البشري دون سواه، ولا تنشط عدوى التعرض لهذا الفيروس في أجسام جميع المصابين، حيث إنّ هنالك عدد لا بأس به ويشكل نسبة 20% من المصابين بهذا المرض لذى أجسامهم القدرة على إزالة هذا الفيروس والتخلص منه دون أي آثار أو مضاعفات مستقبلية وعلى المدى البعيد، في حين أنّ باقي المصابين والذين تصل نسبتهم إلى 80% قد دخلوا في مرحلة الخطر بسبب نشاط الفيروس الكبير داخل أجسامهم، والذي عمل على تدمير عدد كبير من خلايا الكبد، بحيث يظهر أثر هذا التدمير هنا إمّا على شكل التهاب أو سرطان أو تشمع الكبد، أو الفشل الكبدي.
طرق ووسائل انتقال فيروس الكبد الوبائي
مرض التهاب الكبد الوبائي معدٍ، حيث إنّه ينتقل بين الأشخاص مسبباً العدوى لهم، الأمر الذي يجعل من معرفة طرق ووسائل انتقاله أمراً ضرورياً للوقاية من الإصابة بهذا المرض العضال، وطرق ووسائل انتقال هذا المرض هي كالآتي:
- الدم: ينتقل هذا المرض بين الأشخاص من خلال عمليات نقل الدم من شخص مصاب إلى شخص سليم.
- استخدام الإبر أو الحقن الخاصة بشخص مصاب، حيث تكون هذه الإبر والحقن ملوّثة بهذا الفيروس نتيجة اختلاطها بدم الشخص المصاب.
- من الممكن أن ينتقل المرض عن طريق استخدام بعض الأدوات الشخصية الخاصة بالشخص المصاب، كفرشاة الأسنان وشفرات الحلاقة وغيرها من الأدوات المرتبطة بالنظافة الشخصية.
- حدوث اتصال جنسي مع شخص مصاب.
- استخدام أدوات الوشم التي استخدمها شخص مصاب من قبل.