إنّ عاصمة جمهوريّة ألمانيا الإتحاديّة هي مدين ( برلين ) Berlin، حيث تتألف ألمانيا من ستة عشرة ولاية، وبرلين هي واحدة من هذه الولايات، وهي الأكبر بالنسبة لتعداد السكان فيها، وأيضاً تحتل المرتبة الثانية من بالنسبة لعدد السكان بالنسبة للاتحاد الأوروبي.
اختيرت مدينة برلين عاصمة ألمانيا في عام 1990 بعدما تمّت الوحدة بين ألمانيا الغربية وألمانيا الشرقية حيث كانت مقسّمة في عام 1961 خلال ما يعرف بالحرب الباردة التي كانت دائرة فيها، وبعد أن كان يفصل فيما بينهما ( جدار برلين )، ليزال هذا الجدار قبل أن تتوحدا بعامين.
في برلين الكثير من النشاطات الثقافية والفنيّة، وهي تعتبر بحقّ مدينة المهرجانات، نظراً لكثرتها وتنوّعها، فيشتهر فيها ( مهرجان برلين الدولي للأفلام ) المعروف بـ ( Berlinale )، وتشارك في هذا المهرجان ما يفوق الـ 120 دولة، وأعداد كبيرة من المهتمين بصناعة السينما والإعلاميين، ويسجل الإقبال على هذا المهرجان أرقام عالية جداً، إذ يباع لحضور العروض ما يفوق المئتي ألف تذكرة، ويعرض على الحضور ما يفوق 400 فيلم، تتنوع العروض بتنوّع الحاضرين من الكبار والشباب. وهنالك ( مهرجان الثقافات ) الذي تحتفل فيه هذه المدينة في شهر حزيران من كل عام في عيد العنصرة، ويعرض على أربعة مسارح في المدينة، ويشارك فيه العديد من الثقافات المختلفة من عروض ورقصات للكبار والصغار. وأيضاً يعرف فيها ( مهرجان الموسيقا ) الذي يحتفل به في اليوم الأطول من كل عام، والعروض تكون بالمجان. وأيضاً هنالك مهرجان ( برلين للجاز ) حيث تقام عروضه متضمنة كل أنواع العزف من ساكسفون وطبول وجاز. ويعرف ( مراثون برلين ) الذي يشارك فيه حشد كبير من المتزلجين والعدائين وأيضاً من المتابعين، وهو يقام في شهر 9 من كل عام. وهنالك ( استعراض الحبّ ) حيث يحضر هذا الاحتفال أعداد كبيرة من مختلف البلاد ليرقصوا وبحوذة كل شخص صفارة، ويصعدون إلى ظهر الشاحنات كثيرة العدد الموجودة في حديقة التيرغارتن. أما مهرجان ( تماماً كالوطن ) حيث يقدّم فيه الموسيقا والتي تختص بها كل منطقة، بحيث يتجاوزون بذلك ما يعرف بالنمطية.
إنّ في مدينة برلين ثمانية دور أوركسترات سمفونيّة، تلعب دوراً بالغ في الأهميّة من حيث الترفيه إلى تثقيف الشعب موسيقياً حيث نجد بعض العروض فيها تعود لعزف المقطوعات القديمة، لتصل بنا إلى الموسيقا الحديثة.
يقال عن مدينة برلين ( المدينة التي لا تعرف النوم )، ويعود ذلك لتفاعلها الدائم في الحياة، حيث احتفالاتها الكبيرة والمهيبة في جميع المجالات، وما يلفت السائح هو إمكانه أن يحلّق على ارتفاع 150 متراً فوق سماء مدينة برلين، وذلك من خلال بالونٍ هوائي، ليستطيع بدوره أن يلتقط الكثير من الصور للمدينة وهو على هذا العلو، وأيضاً هنالك ما يلفت هو وجود سوق يفتح مرة واحدة في الأسبوع ولمدّة خمسة ساعات فقط يدعى ( سوق فلي ) لتباع فيه المنتجات بأرخص الأسعار، وأيضاً ما يدهش هو وجود الدراجات الهوائيّة التي بإمكان أياً كان التجوال في المدينة بكل اتجاهات وفي أيّ وقت، ناهيك عن الفنادق الكثيرة والأماكن الأثرية التي تتجمّع قرب بعضها في مساحة صغيرة.