لقد كان قدر هلسنكي، عاصمة فنلندا، أن تكون تحت مقصلة حروب ضروس استمرت ما بين روسيا والسويد على مر القرون الممتدة من القرن السادس عشر حتى القرن العشرين، حتى أنّ أمر إنشاء هذه المدينة قد جاء في القرن السادس عشر بأمر من ملك السويد آنذاك كوستا فاسا حيث كانت فنلندا جزء من مملكة السويد، وقد تم بناء المدينة على الجزء الجنوبي من دولة فنلندا، وتحديداً على شاطئ الخليج الفنلندي لتصبح عاصمة لفنلندا فيما بعد، وقد حافظت المدينة على بنائها وطرازها العريق فقلما تجد فيها بنايات شاهقة في العلو والارتفاع وباتت عاصمة للتسلية والموضة والثقافة والخطابة، وتتميز عن بقية المدن الفنلندية بأنّ ثقافتها متأثرة إلى حد بعيد بالثقافتين الروسية والسويدية على حد سواء، ويوجد فيها الوزارات المختلفة والبرلمان، وتعتبر أهم مركز إداري وثقافي واقتصادي في فنلندا.
إنّ عدد سكان العاصمة هلسنكي يبلغ حوالي ستمائة ألف نسمة، ويتكلم ما نسبته الثلاثة وثمانين بالمائة منهم اللغة الفنلندية كلغة أم، في حين يتكلم ستة بالمائة من سكانها اللغة السويدية، أمّا الباقون فيتكلمون لغات أخرى كلغات أم لهم ويشكلون ما نسبته أحد عشر بالمائة من مجموع إجمالي سكان العاصمة.
إقرأ أيضا : عدد سكان فنلندا
نالت هلسنكي استقلالها الوطني لأول مرة وذلك بعد أن استقلت فنلندا في العام ألف وتسعمائة وسبعة عشر عن السويد، ولكن سرعان ما استولى عليها الجيش الأحمر التابع للاتحاد السوفييتي بعد سنة فقط من استقلالها، ثم استقلت بعد ذلك، ولكنها سرعان ما تعرضت للاحتلال النازي بعد عقدين من الزمان ثم استقلت بعد ذلك، وعلى مر السنين توسعت هلسنكي وازدهرت واستمرت في التطور والتقدم والازدهار حتى وقتنا المعاصر ولا زالت.
وتتميز العاصمة هلسنكي تشمس مشرقة طويلة تمتد حتى عشرين ساعة كل يوم وذلك نظرا لموقعها الجغرافي المتميز وتعتبر المدن الثلاثة الصغيرة إسبو وفانتا وكانياكن جزءا لا يتجزأ من هلسنكي، لذلك فان عدد سكان العاصمة مع ضواحيها يبلغ حوالي مليون ومائتي ألف نسمة، من مائة وثلاثين جنسية مختلفة من العالم وأغلب هذه الجنسيات من ذوي الجنسيات الروسية والسويدية والبلطيقية والصينية والصربية والعربية والألمانية، ومن ألقاب مدينة هلسنكي المشهورة هو اللقب الدارج " ابنة بحر البلطيق" كونها تقع على ضفافه وكونها مدينة ساحلية وبحرية مميزة وهامة هذا إن لم تكن أهم مدنه الساحلية على الإطلاق.
