الكائنات الحية
لقد حبا الله تعالى الكرة الأرضية بتنوع الكائنات الحية التي تعيش فيها إلى جانب الإنسان، وتقدم له الكثير من الفوائد، ولكن نظرا لطمع بعض الأشخاص فأصبحوا يصطادون بعض الأنواع من الكائنات الحية للحصول على الربح المادي الوفير، منها مثلا القيام باصطياد الفيلة والماموث للحصول على الأنياب أو العاج، كما هناك من لجأ لاصطياد النمور والفهود والتماسيح للحصول على جلودها وصناعة الملابس والأحذية العالمية منها، وبيعها بأسعار خيالية للراغبين، وغيرها الكثير من الأمثلة.
انقرضت الكثير من الأنواع من الحيوانات، وهناك قائمة طويلة بالأنواع المهددة أيضا بالانقراض، نتيجة هذا الصيد الجائر أو القضاء على مواطن هذه الكائنات الحية، سواء بالزحف العمراني، أو القطع الجائر للأشجار، أو القضاء عليها بمخلفات الصناعات الكيماوية المختلفة.
يسبب انقراض هذه الكائنات الحية خللا في التوازن الطبيعي للحياة على الأرض، فالله تعالى عندما خلق هذه الكائنات الحية جعل لكل منها هدفا ووظيفة يؤديها للمحافظة على استمرار الحياة بالشكل الطبيعي، حتى الكائنات الحية وحيدة الخلية التي يظن البعض بأنها لا فائدة منها، فهي مفيدة في بعض المجالات، ومع تطور العلم توصل الإنسان، لأهمية وفائدة هذه الكائنات الحية بشكل عام في مختلف المجالات.
المحميات الوطنية
لجأت الحكومات في الدول إلى حجز مساحات طبيعية معينة، وحفظ بعض الأنواع من الكائنات الحية فيها؛ حماية لها من الصيد الجائر، وتسمى هذه المساحات بالمحميات، وتقوم الحكومة بتوفير جميع سبل الحياة المناسبة لهذه الكائنات الحية، كما توفر الظروف المناسبة لتكاثرها حماية لها من الانقراض وحفاظا على سلالتها، وتكون هذه المحمية محمية بموجب قوانين صارمة في البلد.
انتبه العالم إلى التهديدات التي تتعرض لها الكائنات الحية منذ قديم الزمان، فكان الإمبراطور الهندي "أسوكا" أول من وضع قانونا لحماية الحيوانات والأحراج في عام 252 قبل الميلاد، وفي عام 1084م قام ملك بريطانيا وليم الأول بإعداد مسح شامل للأراضي، والغابات، ومناطق السمك، والمناطق الزراعية، ومحميات الصيد، والمصادر المنتجة للمملكة، وذلك من أجل وضع الخطط المناسبة لتطويرها وإدارتها والمحافظة عليها.
استمرت المنظمات والمحاولات التي تنادي بأهمية وفائدة المحافظة على الثروة الطبيعية إلى وقتنا الحالي، بل وصلت إلى أن البعض امتنع عن تناول اللحوم والمنتجات الحيوانية للمحافظة على السلالات من الانقراض.
تتنوع هذه المحميات، فقد تكون خاصة لأغراض علمية بحتة، والحصول على نتائج وقراءات تصب في مصلحة العلم، وقد يكون مسمحا في بعض أنواعها للسياح بالاستمتاع بجمال هذه الكائنات الحية ومراقبة تصرفاتها، ويمكن أن تشترك أكثر من دولة معا في إدارة هذه المحميات، أو قد تكون ملكا لدولة واحدة.