لا شكَّ في أنَّ التعرُّض للفشل أمرٌ مُؤلم، ولكنَّ هذا ما لا يشعر به الأشخاص الناجحون، فهؤلاء أيّاً كان مجالهم في الحياة لا ينظرون إلى الفشل على أنَّهُ تجربة مؤلمة أو مروعة، لأنَّهم يرون الأمور من منظورٍ مُختلف، فهُم لا يُعيرون الفشل أيّة اهتمام لما يمتلكونه من ثقةٍ عاليةٍ بالنفس، فلا يرون الأمور من منظور الفوز أو الخسارة، بل يبنون موقفهم بناءً على قيمهم ومبادئهم، فعِوضاً عن أخذ الفشل على محمل الجدّ، يُطوّرون مُعتقداتٍ تُمكنّهم من التفوق على أيّة سلبيّات توجه لهم، ويحولونها إلى إيجابيّات، ولذلك يجب أن يكون الإنسان مُلتزماً بالرغبة في النجاح، وأول خطوة لذلك هو الابتعاد عن مقولة إنَّ الفشل يُساوي الألم، وفيما يلي كيفيّة تحويل الفشل إلى نجاح.
كيفيّة تحويل الفشل إلى نجاح
لتحويل الفشل إلى نجاح يجب اكتساب المُعتقدات الآتية:
- الفشل يُجدّد تواضعي، ويقوي قُدرتي على التفكير الموضوعيّ، ويُساعدني على التكيُّف أكثر مع التغيُّرات من حولي.
- يجب أن آخذ التحدي على محمل الجدّ، ولكن يجب أن لا أترك نفسي أنجرف وراء ذلك بحيث أتسبّب بالأذى لنفسي ولروحي المعنوية.
- إذا كان الفشل هو طريقي للنجاح، فإذاً الفشل هو جُزء من العمليّة الَّتي يجب أن أتبعها للوصول إلى النجاح ولتحقيق الأهداف الَّتي أصبو إليها.
- يكون الفشل مؤقتاً عندما استخدمه كفُرصة لتجربة أفكارٍ وأساليب جديدة ومُختلفة.
- يُمكن أن أتعلم من الفشل أكثر مما يُمكن أن أتعلم من النجاح.
- إنَّ الآراء السلبيّة عبارة عن معلومات يُمكن أن تُساعدني لتصحيح طريقتي في العمل لكي أتمكن من مُتابعة خطتي للوصول إلى الأهداف المنشودة.
- إنَّ ثقتي بنفسي لا تُبنى على ردَّة فعل الآخرين أو على آرائهم، ولكنَّها تعتمد فقط على مبادئي ومُعتقداتي.
- إنَّ عدم قُدرة الآخرين على مُعاملتي بلُطف تُذكرني بأنَّهُ يجب أن أعامل نفسي بلُطف.
- إنَّ الفشل يتطلَّب الشجاعة، وذلك لأنَّهُ لا أحد تقدَّم دون أن يأخذ المخاطر.
ومن الأمثلة المشهورة على النجاح ستيف جوبز، ففي عام ألفٍ وتسعمئةٍ وخمسة وثمانين وبعد أن تعرضت شركة آبل للخسائر بسبب مبيعات ماكنتوش وكمبيوترات ليزا المُنخفضة، قامت الشركة بفصل جوبز من نفس الشركة الَّتي أسسها من كراج منزله، وفي تلك الفترة استمرت مبيعات ماكنتوش بالانخفاض مع تقدُّم شركة مايكروسوفت واكتساحها للأسواق بتسويقها للكمبيوترات الشخصيّة، وفي عام ألفٍ وتسعمئةٍ وسبعة وتسعين عاد جوبز إلى شركة آبل لكي ينهض بالشركة بعد أن أصبحت على شفير الإفلاس، وحوّل اتجاه الشركة إلى تصنيع أجهزةٍ جديدة فبحلول عام ألفين واثني عشر، وبعد اختراع الآبود، والآيفون، والآيباد، أصبحت شركة آبل من أقوى الشركات في العالم.