كيف أتغلب على الخوف من الناس

إنّ الخوف من الناس هو أحد حالات الخوف الشائعة بين الناس والتي تعتبر إحدى الحالات النفسية لديهم، فكما قد يخاف البعض من التحدث أمام العامة، فإنّ آخرين يخافون من التفاعل مع الناس أو من أن يكونوا إلى جانبهم أو حولهم بشكل العموم سواء كانوا بمجموعةٍ أو أشخاص منفردين وحتى في بعض الأحيان قد يخاف من أشخاص يعرفهم منذ زمنٍ طويل.

فالأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من الخوف يجد من الصعب عليه التفاعل مع أيٍّ من الأشخاص ويجد نفسه غير قادرٍ على تكوين أيّ نوعٍ من العلاقات مع الأشخاص من حوله، وهو ما يعتبر أمراً صعباً وخطيراً إذ إنّ التفاعل مع الناس وتكوين العلاقات معهم يعتبر أحد الجوانب المهمّة في الحياة والتي لا يمكن الاستغناء عنه، فالبشرية والمجتمعات تكوّنت من التفاعل والتواصل فيما بين الناس، ولولا هذا لما وصل الإنسان على الإطلاق إلى تعرف ما هو عليه في الوقت الحالي.

الأعراض

قد يظهر على الأشخاص الذين يعانون من هذا الخوف بعض العلامات و دلائل كالقلق الشديد جداً عند التواجد إلى جانب الأشخاص لدرجةٍ تظهر للعيان، أو عدم القدرة على إجراء تواصل بالعين على الإطلاق، والشعور بالدوار عند التواصل معهم أو الغثيان والتعرق بشكلٍ كبيرٍ جداً، وبالتالي سيعاني هؤلاء الأشخاص من ضعف الثقة بالنفس بشكلٍ كبيرٍ، وسيتجنبون أيضاً المواقف الاجتماعية التي يضطرون فيها إلى التفاعل مع الأشخاص كالحفلات على سبيل المثال وسيجدون صعوبةً كبيرةً في أن يحاوروا الأشخاص الآخرين أو أن يكونوا أصدقاء لهم.

الأسباب

ترجع هذه الظاهرة إلى العديد من الأمور المختلفة، ولكن وفي العادة يكون المحفز الأكبر للخوف من الناس هو تجربةٌ سلبيةٌ مرت على الشخص أثناء تفاعله مع الآخرين، وهو ما يؤدّي إلى تكوين معتقداتٍ لديهم بأن البشر جميعهم يشكلون خطراً لهم سواء كان هذا في وعيهم أو في اللّاوعي، ويجعلهم يعتقدون أنّهم غير مرغوبين من الناس ممّا يؤدّي إلى نفورهم من جميع المواقف التي تتضمن تواصلاً اجتماعياً.

العلاج

الانتهاء والتخلص من هذا النوع من الخوف هو أمرٌ ممكن مهما كانت شدته لديك، فككلّ أنواع الخوف توجد طرقٌ مختلفة للتخلص من هذا النوع من الخوف، وينصح دائماً في هذه الأنواع من الخوف بمحاولة مراجعة الأخصائي النفسي أو محاولة جلبه إلى حياة صديقٍ أو مقرّبٍ تعتقد أنّه يعاني من هذا النوع من الخوف من دون أن يدري بالاتفاق معه بالطبع.

أمّا للتخلص من هذا الخوف فعلى الشخص أن يحاول التفاعل مع الناس بطريقةٍ تدريجية، فككلّ أنواع الخوف تعتبر احسن وأفضل طريقةٍ للتخلص منه هو مواجهته، فيمكنك لهذا الشخص اختيار أشخاصٍ يجد فيهم اللطف وأن يحاول التقرّب منهم بشكلٍ تدريجيّ ومستمر، فيبدأ عن طريق التفاعل معهم في بعض المواقف التي تشكل أقلّ الأنواع من القلق لديهم ومن ثمّ يزيد في ذلك حتى يصبح التفاعل معهم أمراً طبيعيّاً.

أمّا الخطوة الثانية فهي تصحيح المعتقدات لديهم فمن المهم أن يقوم بتغيير معتقداته عن الناس شيئاً فشيئاً ومحاولة مواجهة الأفكار السلبية التي تجعله يخاف من الآخرين، ويمكن القيام بهذا عن طريق مراقبتهم وملاحظة سلوكهم وتغيير انطباعهم عن هذا السلوك وكونهم خطراً عليه، ومن الممكن أن يتعلم الشخص طرق ووسائل التفكير الإيجابي والتي ستساعده على تغيير انطباعه وتفكيره عن الناس بشكلٍ عام.