فن التعامل مع الآخرين
لا يتأتى للإنسان أن يعيش فرداً وحيداً، فقد خلقه الله تعالى كائناً اجتماعيّاً، وجعله محتاجاً إلى غيره مادياً، وعاطفياً، ونفسياً، وجعل غيره بحاجة إليه للما هى اسباب ذاتها. وقد ميز الله تعالى الناس بعضهم عن بعض، وجعلهم مختلفين في صفاتهم الداخلية، والخارجية، وفي الرتب، والمنازل، وكل هذا حتى يجعلهم أكثر قرباً من بعضهم البعض.
حتى يستطيع الإنسان إكمال حياته بطريقة سليمة صحيحة، فقد وجب عليه أن يتعامل مع كافة أصناف الناس، لذا فقد اعتبر البعض أن التعامل مع الآخرين هو ضرب من ضروب الفن، وأطلقوا عليه فن التعامل مع الآخرين، إذ إن نيل إعجاب الناس واحترامهم ليس من الأمور اليسيرة أبداً، بل هو من الأمور التي تحتاج إلى اتباع أساليب التعامل الأخلاقيّة والراقية. وفيما يلي توضيح لأبرز النقاط التي يجب أن يهتم بها الإنسان عند تعاملاته اليومية، والتي تندرج تحت ما يعرف بفن التعامل مع الآخرين.
مضامين فن التعامل مع الآخرين
- الاستماع الجيد: يحب الإنسان أن يجد من يصغي إلى كلامه، ويفهمه، بل ويناقشه فيه، فحسن الاستماع دليل على حسن أخلاق الفرد، وهو ينضوي بمعنى من المعاني على أن المستمع ليس شخصاً أنانياً، فكما يحب أن يأخذ من الناس، يحب أن يقدم لهم أيضاً.
- انتقاء اجمل وافضل الكلام: لا يعني تحسين الألفاظ وما يخرج من بين الشفتين من التملق كما يعتقد البعض، بل يقصد بذلك البعد عن الفحش في القول، بالإضافة إلى تخيُّر الألفاظ الجميلة التي لها وقع مريح على الأذن والنفس الإنسانية، مما يطرب الإنسان لسماعه ويُسَرُّ. وفي هذا السياق أيضاً فإنه من الضروري اختيار المواضيع الحسنة عند الحديث مع الآخرين، والبعد قدر المستطاع عن المواضيع التي تدخل الكآبة إلى نفس الإنسان.
- الابتسام بشكل دائم: تدخل الابتسامة الراحة إلى قلب الإنسان الذي نتعامل معه، مما يؤدي إلى زيادة قبولنا بين الناس.
- التعاون مع الآخرين: يجب على الإنسان أن يكون متعاوناً، وأن يبتعد قدر المستطاع عن الأنانية، وفي هذا الباب يجب ألا يصل الحد بالإنسان إلى الفضول، وألا يُشعِرَ الآخرين ممن أسدى إليهم معروفاً بفضله عليهم، فهذه منقصة في حق الإنسان.
- التقليل من المزاح: المزاح من الأمور التي لا تلاقي قبولاً عند فئة عريضة من الناس، خاصة ذلك النوع الثقيل منه، لذا فقد وجب على كل إنسان أن يخفف منه قدر المستطاع، خاصة في مواطن الجد، والعمل.
- التلقائية والطبيعية: كلما كان الإنسان على طبيعته وسجيته كان مقبولاً لدى الآخرين، فمحاولة تقليد الآخرين، أو التكلف، أو التنطع ليست من الأمور المستحبة في التعاملات ما بين الناس، كما ويجب البعد قدر المستطاع عن ادعاء ما ليس تحت اليد، من قدرات وغيرها، فقد تدور الأيام، ويوضع هذا المُدَّعي في موقف سيّئ.
- احترام كافة الناس: لا يجب التمييز في المعاملة بين إنسان وآخر بناء على ما لا دخل للإنسان به من شكل، أو عرق، أو لون، أو أصل، فهذا النوع من التعامل يخلق العنصرية بين الأفراد، ويؤدي إلى فساد المجتمعات.