آراء النّاس
الإنسان بحكم تعامله مع النّاس، وعلاقاته الاجتماعية، يتعرّض لمواقف قد تكون صحيحةً، وقد تكون خاطئةً، وفي كلتا الحالتين تعترضه مواقف النّاس وآراؤهم، سواءً كانت صائبةً أم خاطئةً، ممّا يؤثر على استمراره في موقفه، فكيف ينسى الإنسان كلام النّاس، وما العوامل المساعدة في ذلك، وهل دائماً لا بدّ من نسيان كلام الناس؟
أساسيات للتعامل مع آراء الآخرين
- من سنّة الله في خلقه، اختلاف الأفهام، والعقول ، والمواقف، وطرائق التفكير، وفي هذا فائدةٌ عظيمةٌ في ظهور طاقاتٍ، وإبداعاتٍ، وتكاملٍ في الأفهام بين النّاس.
- تختلف الثقافات دائما بين شخص ٍ وآخر، ومجتمع ٍ وآخر.
- النّاس لا يتمتّعون بنفس الدرجة من الصدق، والمبدأ ، والواقعية في حكمهم على الأشياء، فبعضهم يبنى مواقفه على أسسِ واضحةٍ بيّنةٍ، وبعضهم يبني مواقفه على أسس المصلحة، وتتغير مواقفهم ، وتتذبذب تبعاً لذلك، وبعضهم لا يوجد له أيُ معيارٍ في حكمه على الأشياء،
فينعق خلف كل ناعق ٍ، ويصفق مع كل مصفق ٍ .
- صفة الحسد صفةٌ متأصلة عند قسمٍ كبيرٍ من النّاس.
- الاستمرار على الموقف الصائب، يكلّف صاحبه ضريبةً أحياناً.
- التراجع عن الموقف الخاطئ، يعدّ شجاعةً لا تهوراً، وإن خالف أهواء النّاس، وقد يكلّف صاحبه بعض التبعات.
أسس إهمال وقبول آراء الآخرين
هذه بعض الأسس التي تساعد على المضي قدما مع آراء الآخرين سواء في حال الأخذ بها أو إهمالة:
- الوعي التام بصحّة الموقف وسلامته.
- الوعي التام بما تؤول إليه الأمور، في حال عدم ثبات صاحب الموقف الصحيح على موقفه.
- معرفة ما هى اسباب صدود النّاس عنه، وهل لها ما يبررها أم لا.
- اعتماد الحوار إن لزم الأمر، خاصةً أن كانت المعارضة للموقف لها أسبابٌ مردّها إلى الخطأ في تصور الموقف.
- الثقة بالنفس، فهي من أهم عناصر النجاح للإنسان في حياته بشكل عام.
- الصبر، وتحمّلُ تبعات الموقف.
- تصور صاحب الموقف، لما يؤول إليه من نتائج إيجابيةٍ بعد ثباته عليه.
- اكتساب صفتي العزيمة، والجرأة، فينطلق نحو موقفه دون إبطاء أو تردد.
- الثبات على الموقف بعد الاقتناع التام بصوابه، وهذا يخفّف من دائرة المعارضة لموقفه، ويضعف جبهة الرفض لموقفه.
- الاستمرار على الموقف بعد اتخاذه عن قناعة، ولو زادت تضحيّة صاحبه، نتيجة الاستمرار فيه.
اقتناع صاحب الموقف بموقفه، واستيفاء عوامل نجاح تبنيه، يعد من أهم عوامل نجاحه، وكثرة الالتفات إلى كلام النّاس، لن يحقّق صاحب الموقف لموقفه شيئاً، بل سيبقى يدور في دائرة مفرغةٍ، ويعد ذلك من عوامل الضعف في شخصيّته، ووفرة عددٍ ممن يعتزون بمواقفهم الصائبة، يعد عنصراً من عناصر النجاح، والازدهار في المجتمعات، رزقنا الله وعياً لمواقفنا، وجرأة عند اتخاذها، وحكمة في الدفاع عن تبنيها.