جبل عرفة
يعتبر جبل عرفة أو كما يُسمّى أيضاً جبل الرحمة من أقدس الجبال وفقاً للمعتقد الاسلامي الذي يعتقد به خمس العالم تقريباً في يومنا هذا، ويقع جبل عرفة في شبه الجزيرة العربية (المملكة العربيّة السعودية)، على الطريق ما بين مدينتي مكة المكرمة، والطائف؛ إذ يبعد عن مدينة مكة اثنين وعشرين كيلو متراً تقريباً، وعن منى عشرة كيلومترات تقريباً، وعن المزدلفة ما يُقارب ستة كيلومترات.
نال هذا الجبل قدسيّةً عالية جداً نظراً إلى كون الوقوف فيه يعتبر من أهم مشاعر الحج على الإطلاق، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الحج عرفة)، لهذا فإنّ الحجاج يقفون يوماً كاملاً على جبل عرفة وحوله ويعبدون الله تعالى، ويوم الوقوف على عرفة هو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة آخر أشهر العام الهجري، وهو الشهر الذي ارتبط لدى المسملين بعيد الأضحى المبارك، وبفريضة الحج.
سبب تسمية جبل عرفة
سُمّي جبل عرفة بهذا الاسم؛ لأنّ الناس يتلاقون ويتعارفون لدى وقوفهم عليه، وقيل لأن الملاك جبريل -عليه السلام- طاف برسول الله إبراهيم -عليه السلام- لجعله يتعرّف على كافة المشاهد، فكان جبريل يقول لإبراهيم: أعرفت؟ فيجيبه إبراهيم: عرفت. وهناك من يقول إنّه سمي بهذا الاسم لأن آدم وحواء التقيا فيه بعد أن أخرجهما الله تعالى من الجنة، وهناك من يقول أنّه سمي بهذا الاسم لأن الناس يعترفون بذنوبهم عليه.
أمّا اسم جبل الرحمة فيقول بعض المتخصّصين إنّه اسم تسمى به الجبل لاحقاً، أي بعد عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ويشيرون إلى أنّ السبب وراء تسمية هذا الجبل بهذا الاسم يعود ربّما إلى فيض رحمة الله تعالى التي تتنزل على الحجاج لدى وقوفهم يوم الحج. وهناك أسماء أخرى لجبل عرفة منها جبل الآل، والقرين، والنابت.
عرفات أساساً سهل منبسط، محاط بسلسلة جبلية على شكل القوس الكبير، يبلغ طولها ميلين تقريباً، وعرضها أيضاً، أمّا حدوده من جهة الحرم الشريف في مكة فهي نمرة، وذي المجاز، وثوية، والأراك، أما حدوده الأخرى فتتضمن سلسلة جبلية سوداء من أبرزها وأشهرها أم الرضوم، وقد تمّ تعليم موقف عرفة بعلمين اثنين يرمز العلم الأول إلى بدايته، ويرمز الثاني إلى نهايته، وبين هذين العلمين توجد بطن عرنة، والتي استثناها الرسول -صلى الله عليه وسلم- من الوقوف فيها، ممّا يميز عرفة أنّه شهد نزول قوله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) على الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم-.
