الصيام
الصوم أحد الاعمال المحبّبة الى الى الله تعالى، ويجزي بها من يريد بالقدر الذي يريد، وكما نعلم فإنّ الله سبحانه وتعالى كريم، والصيام عبادة اختص الله تعالى بالأجر عليه كما جاء في الحديث القدسي: "إلا الصيام فإنّه لي وأنا أجزي به" وقد فرض علينا عزّ وجل الصيام في رمضان كفريضة على كلّ مسلم قادر وبالغ، ولكن هناك صيام التطوّع الذي يقرَب العبد الى الله أكثر فأكثر، فالمسلم في غريزته يبحث دائماً عن ما يقربه الى الله عز وجل وما يزيد من الحسنات التي يحصل عليها للفوز بالجنة.
صيام التطوّع في سبيل الله تعالى
عن أبوسعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من صام يوماً في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً. متفق عليه وهذا لفظ البخاري. كما رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه في سننهم.
لقد أعطانا الله تعالى الكثير من الفرص لزيادة الحسنات منها صيام الأيام من غير الفريضة مثل يومي الخميس و الإثنين وصيام الستة من شوال وصيام العشرة أيام الأولى من ذي الحجة، وصيام يوم عرفة ويوم عاشوراء، كما أنّ صيام أيّ يوم له من الأجر مالا يعدّ ولا يحصى، ونستدل من هذا الحديث أنّ من صام يوماً لله تعالى مع إخلاص النية وإتمام جميع شروط الصيام فإنّ الله تعالى يباعد بينه وبين النار سبعين عاماً.
فضل صيام التطوّع في سبيل الله
- الاستعداد لشهر رمضان المبارك، فكلّما اعتاد الشخص على الصيام كان صيام رمضان من الأمور السهلة والبسيطة لديه، فكثير ممن لم يعتد على صيام النوافل وأيام في سبيل الله يكون صيام رمضان صعب وشاق عليهم.
- اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقد حثنا الرسول صلى الله عليه وسلم على صيام أيام من غير الفريضة تطوّعاً لله تعالى وكذلك كان يفعل صلى الله عليه وسلم، وعندما يتبع المسلم سنة الرسول صلى الله عليه وسلم يحصل على الكثير من الأجر والثواب.
- المحافظة على الصحة الجسدية والنفسية، فالصيام يقي الجسم من الكثير من الأمراض والعاهات كما أثبتت الدراسات والبحوث العلمية حتى أنّه في بعض الحالات كان الطبيب ينصح بترك الطعام والشراب لفترات محدّدة كطرق ووسائل للعلاج، ويؤدّي الصيام إلى الشعور بالراحة النفسيّة والروحية.
- تحقيق التكافل الاجتماعيّ؛ فالإنسان الغنيّ عندما يحرم نفسه من الطعام والشراب يشعر بشعور أخيه الفقير الذي قد لا يجد ما يسدّ به جوعه فيعطف عليه ويساعده، كما أنه في الجهة المقابلة يؤدي ذلك الى تحرير نفس الفقير من الحقد والحسد لأخيه الغنيّ.
- يدخل المسلم في حال وفاته وهو صائم من باب الجنة المسمّى باب الريان المخصّص للصائمين في حال أخلص النية لله تعالى وأدّى شروط الصوم.