صلاة القيام هي صلاة النّافلة والتطوّع التي يُصلّيها المسلم من بعد صلاة العشاء إلى ما قبل طلوع الفجر؛ فهذه كلّها يصدق عليها وصفُ قيام الليل؛ فهي صلاة خاصّة تظهر فيها علامات و دلائل صدق العبد مع خالقه؛ إذ انفرد مع الله بخلوة القيام والذكر والدعاء، وهذه الصلاة يُعَدُّ الدعاء من مظاهرها وليس لازماً فيها.
إنّ الغاية من صلاة القيام إدراك الصلة مع الله بالدعاء والذكر والتسبيح، وهنا يكمن فضلها العظيم، فقد خوطب الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقيام الليل في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ، قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا، نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا، أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا ) (المزّمّل1ـ4)، فهنالك إذاً أهميّة عظيمة لصلاة قيام الليل، وهناك شروطٌ لاستجابة الدعاء.
فضل قيام الليل
إنّ لقيام الليل فضلٌ عَظيم في حياة المسلم، ففيه الأجر العظيم، والثواب الجزيل، وفيه تربية وترويض للنّفس على حسن الطاعة، وفيه فائدة روحيّة ونفسيّة عَظيمة على المسلم، وتجديد لهمّته ونشاطهنّ، واختبار لحسن إيمانه، وصدقه؛ فالّذي يقوم الليل يقومه وحده دون أن يشعر به أحد غالبا،ً ففيه خلوة المؤمن بخالقه وتضرُّعه إليه بالدعاء، وفي قرآن الليل يكون القلب أكثر حضوراً مع تدبّر القرآن الكريم والتفكر فيه فمحاريب القيام هي محاريب صدق المناجاة مع الله ـ سبحانه وتعالى ـ وفيها يَتمايز المؤمنون في حسن عِبادتهم لله سبحانه.
إقرأ أيضا : فضل قيام الليل في استجابة الدعاء
الدعاء
حتّى يكون الدعاء مستجاباً لا بدّ من مراعاة أمور منها: اختيار الوقت المناسب؛ كالدعاء أثناء السجود، وقبل التسليم من جلوس الصلاة الأخير، وكذلك في ثلث الليل الآخر، وهناك محطات أخرى للدعاء، وهناك محطات بالنسبة لاستجابة الدعاء؛ فقد يستجيب الله الدعاء مباشرة، أو يؤخّر الإجابة لحكمة يريدها، أو يرفع عن صاحب الدعاء من الهموم والمصائب بقدره.