متى يكون صيام يوم عاشوراء

أركان الاسلام خمسةٌ، ويجب على كلّ مسلم أن يعلمها، ويعلم أيضا طريقة أدائها، وفضل العمل بها، وأخيراً عواقب تركها أيضاً، وأهم هذه الأركان هي الصلاة فهي عمود الدين، ولا يستقيم إسلام أحدٍ دون الصلاة، والبعادات التي فرضها الله عزَّ وجلّ متنوّعةٌ وليست مقصورةً على الصلاة فقط وهذا من تنوّع أحكام الإسلام وشموله كافّة الأعمال اقلبيّة والأعمال الأخرى التي نقوم بها بالجوارح والأركان، فهناك العديد من العبادات التي نتقرب بها إلى الله، فالزكاة عبادةٌ، والصدقة عبادةٌ أيضاً، بل إن العبادة أمرنقوم به بكل يسرٍ، حتى أن تبسمك في وجه أخيك صدقةٌ أيضاً.

لكن لما أكرمنا الله به على العالمين بالعقل وكل النعم المعطاة لنا، يجب علينا التقرب إليه بأمورٍ تدعم ما نقوم به من هذه الفروض، وهذا ما يسمى بالنوافل، النوافل هي أمورٌ نقوم بها للتقرب من الله عزّ وجلّ، أي أنه يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها، ومن هذهِ النوافلِ صلواتٌ وصيامٌ أيضاً. ولعلّ صوم النوافل هو الشائعُ عند المسلمين، كصومِ أيامِ الإثنين والخميس من كل اسبوع، أن تصوم بعض أيام شوال أيضاً، وصوم عاشوراء مشهورٌ كما تلك الأيام الأخرى.

الصوم: هو الركن الرابع من أركان الإسلام، ويقصد به الامتناع عن المفطرات سواء أكانت طعاماً أو غيره من طلوعِ الفجر إلى غروب الشمس.

لنتكلم قليلاً عن فضل هذا اليوم العظيم ولماذا سمي بهذا الاسم وأخيرا نتطرق ووسائل الى وقت صيامه، فيوم عاشوراء يوم عظيم لما له من مكانة عند المسلمين، فبهذا اليوم يكفر الله عنك ذنوب عام كامل، تصور ذنوب اقترفناها خلال عامٍ كامل تتساقط عن كاهلك، وكأنّك تنهض من التراب فتنفضه عنك فلا يبقى منه شيئاً، ولقد حثنا نبينا الكريم على صوم هذا اليوم العظيم، وحثّ أيضاً على تحرّيه، وسبب صيامنا له أن الله في هذا اليوم العظيم قد نجى نبيه موسى من فرعون وقومه فأغرقهم، وقد كان بنو إسرائيل يصومون هذا اليوم، فلما علم نبينا الكريم بصومهم قال فأنا أحقّ بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه.

سمي عاشوراء بهذا الاسم لأنه يرمز إلى اليوم العاشر من الشهر أي شهر محرم، وقد اختلف البعض في تسميته، ولكنهم اتفقوا على فضله وأجر صيامه.

يوم عاشوراء كما ذكرت هو اليوم العاشر لغةً، ولكن اصطلاحاً هو اليوم العاشر من شهر محرم، أن اليوم اللذي نصومه نافلةً فيكفر ذنوب العام الماضي هو هذا اليوم العاشر من محرم.