إدخال وجبات الطعام للرضع
يبدأ معظم الأطفال بتناول وجبتهم الأولى من الطعام الصلب بين عمر خمسة وستة أشهر، ويختلف التوقيت من طفل لآخر، فالطفل الذي أتّم حملاً كاملاً وولِد بوزن طبيعي يختلف عن الطفل النحيل الذي ولِد في مرحلة مبكرة من الحمل، ومع ذلك فإن كلتا الحالتين تتطلبان الإدخال التدريجي لوجبات الطعام الصلب، كون الجهاز الهضمي عند جميع الأطفال الرضع يكون غير ناضج بشكل كافٍ، والإدخال التدريجي هنا يعني التدرج في كمية الطعام ونوعيته، مع بقاء الحليب مصدراً أساسياً للغذاء حتى إتمام الطفل عامه الأول.
لتحديد ما إذا كان التوقيت مناسباً لبدء إدخال الوجبات للطفل الرضيع، يجب تقييم الطفل وفقاً للشروط التالية:
- الجلوس بوضعية صحيحة مستقيمة بوجود مساندة، مع القدرة على تثبيت الرأس.
- إظهار الرغبة بتناول الطعام كأن يراقب الشخص الذي يتناول الطعام أمامه ويتابع تصرفاته، أو أن يمدّ يده محاولاً الاقتراب من الطعام الموضوع أمامه.
- عدم دفع الطعام إلى خارج الفم و القدرة على البلع، وأن يفتح فمه عند تقريب الملعقة.
- أن يكون وزنه قد تضاعف عن وزن الولادة على الأقل.
طريقة إطعام الطفل الرضيع
تعتبر الوجبة المحضرة من مسحوق الأرز الجاهز المخصّص للرضع هي الوجبة الأولى التي يجرّبها معظم الأطفال، ويجب أن تكون البداية بكميات صغيرة تزداد تدريجياً، مع الحرص على استخدام الملاعق ذوات الحواف الطرية المخصّصة للرضع والتي تحول دون خدش لثة الرضيع الحساسة.
يمكن تحضير وجبة مسحوق الأرز بخلط ملعقة واحدة كبيرة من المسحوق مع أربع ملاعق كبيرة من السوائل، ويمكن استخدام الماء المعقم عن طريق الغلي، أو حليب الأم، أو الحليب الصناعيّ، ثم يزداد حجم الوجبة تدريجياً في كل مرّة بمقدار ملعقة واحدة كبيرة.
تختلف ردود فعل الأطفال الرضع للوجبة الأولى، فقد يبدي الطفل عدم التعاون من خلال إدارة وجهه أو دفع الطعام أو البكاء، وهنا يمكن المناوبة بين إرضاع الطفل الحليب ومحاولة إعطائه الوجبة، مع ترغيبه في الوجبة بالتحدث إليه خلال إطعامه وعدم إجباره، كما قد يبدي استحسانه ورغبته في تناول الوجبة خاصة إذا كان جائعاً.
الوجبات الإضافية للطفل الرضيع
تتميّز الوجبات الأولى للأطفال الرضع ببساطتها من حيث التركيب والطعم، فبعد أن يبدأ الطفل الرضيع تجربته مع الطعام بمسحوق الأرز، يبدأ بالأطعمة الأخرى مثل الموز المهروس أو التفاح المهروس أو الجزر أو البطاطا المسلوقة والمهروسة، مع مراعاة أن يتمّ الفصل بين إدخال كل نوع وآخر لمدة ثلاثة أيام على الأقل، وذلك لاختبار ما إذا كان الطفل يعاني من الحساسية تجاه أي نوع من أنواع الطعام، والتي تتمثل في حدوث طفح جلدي، أو إقياء، أو إسهال، ويمكن بعد ذلك خلط الأطعمة كالموز والتفاح مثلاً، كما يمكن التدرّج بإدخال أنواع أخرى، وينصح معظم أطباء الأطفال الأهالي باتباع جدول غذائي متدرّج للأطفال الرضع يتم تزويدهم به من قبل الطبيب نفسه أو أخصائي التغذية.