الإسلام
كان الإنسان في عصور ما قبل الإسلام يعامل معاملة مهينة في أحيانٍ كثيرة، فقد سجّل التّاريخ كيف كانت القبائل يهاجم بعضها بعضاً لأتفه الأسباب، فتسبى النّساء ويستعبد الرّجال في صورةٍ من صورٍ كثيرة كانت تعبّر عن منطق القوة والغلبة، التي لا تعرف الحقوق أو الأخلاق والقيم.
جاء الإسلام والبشريّة غارقة في الظّلام والتّيه فلا حقوق تُعرف للبشر، ولا منطق أو أخلاق تسود علاقات النّاس بعضها البعض، فقام الإسلام ليعلي من شأن الإنسان وليؤكّد على حرّيته الكاملة في جميع جوانب حياته وسلوكه اليومي، ولقد عبّر الفاروق رضي الله عنه عن تلك الحقيقة بكلماته الخالدة التي أسمعت من به صمم حينما قال: (متى استعبدتم النّاس وقد ولدتهم أمهاتم أحراراً )، وهنا سنبين معنى ملك اليمين.
ملك اليمين
من المسائل التي يثار عليها الجدل وخاصّة بين المنافقين والمتربّصين بهذا الدّين العظيم مسألة ملك اليمين، فما معنى ومفهوم وتعريف ومعنى ملك اليمين؟ عرّف العلماء المسلمون ملك اليمين بأنّه مصطلح يشير إلى النّساء والرّجال الذين كانوا يسبون في المعارك التي يخوضها المسلمون ضدّ الكفّار، فكلّ من أسر في المعركة كان عبداً ينطبق عليه مصطلح ملك اليمين، ويملكه صاحبه ويحقّ له بيعه، وكذلك كلّ امرأة كانت في فريق المحاربين أو أهليهم.
الحالة الوحيدة لملك اليمين
القائد المسلم - وعند انتصار المسلمين في المعركة ووجود الأسرى بين يديهم - يكون مخيراً ما بين قتل الأسرى أو طلب الفدية أو إعطاؤهم الحرية دون شرط أو طلب أو جعلهم عبيداً.
يتبيّن لنا أنّ الإسلام بعدالته وعظمته حارب العبوديّة والرّقّ، وجعل الأصل فيها المنع والتّحريم، أمّا ما جاء من استثناء فهو عارضٌ لذلك فلا يكون الرّقّ إلاّ في المعارك بين الكفّار والمسلمين، وفي إحدى الخيارات للقائد المسلم التي لا يلزم باختيارها.
محاربة الإسلام لهذه الظّاهرة
جعل الإسلام وفي معرض محاربته لتلك الظّاهرة كثيراً من الكفّارات التي يكون فيها عتق رقبة، ومنها كفارة اليمين وكفارة الظّهار وغير ذلك، كما حثّ الإسلام على حسن التّعامل مع ملك اليمين ونهى عن ضربهم أو الإساءة إليهم، بل حثّ على إطعامهم من طعام البيت وكسوتهم ممّا يلبس المرء، وكلّ ذلك لا يقوم به إلاّ من أراد رضا الله سبحانه والجنة.