من المهم جداً أن يلتزم الإنسان طيلة حياته وفي كل نفس من أنفاسه بطاعة الله عز وجل، فالله عزّ وجل هو الرحيم بعباده والكريم يعطيهم الحسنات ويعفو عن السيئات، ولا يحتاج الإنسان إلى يومٍ خاصٍ أو إلى مناسبة خاصةٍ كي يقوم بعبادة الله عز وجل فإنّ الله يجزي الإنسان على قدر نيته، فإن كانت نية الإنسان خالصةً لوجه الله عز وجل كان الجزاء من جنس العمل، فيجزيه الله عز وجل بكرمه الحسنات الكثيرة وزيادةً على ما عمل فالله عز وجل يُعامل الناس برحمته أولاً، ولكن يوجد في الإسلام أيام لها الأفضلية على باقي الأيام في العام ففي هذه الأيام حدثت بعض المناسبات الخاصّة ممّا جعل منها أياماً تتضاعف فيها الأجور والحسنات أضعافاً كثيرةً، وتُعتق فيها الرقاب من النار وقد ذكر الرسول عليه الصلاة والسلام هذه الأيام وفضلها كي يستغلها الإنسان في طاعة الله عز وجل.
أحد هذه الأيام وأولها هو يوم الجمعة، حيث يعد بدوره احسن وأفضل أيام الأسبوع وسيّد الأيّام كلّها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا "، فهذا اليوم هو من الأيام العظيمة عند المسلمين وبه يقومون بتأدية صلاة الجمعة والتي فيها الأجر العظيم، كما أنّ قراءة سورة الكهف من الجمعة إلى الجمعة يُضِيء للإنسان النور ما بين الجمعتين وتغفر له ذنوبه أيضاً، كما و ورد أيضاً بأنّ يوم الجمعة هو اليوم الذي تقوم فيه القيامة وتُنفخ النفخة فيه أيضاً.
إقرأ أيضا : تعرف على ما هى احسن وأفضل العبادات عند الله
أمّا الأيام العشرة من ذي الحجّة فهي من احسن وأفضل أيّام السنة والتي يكون على رأسها يوم عرفة الذي يُغفر لمن صامه ذنوب سنتين، ففي يوم عرفة أكمل الله عز وجل رسالة ملّة الإسلام والرسالة التي أُرسل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ تنزّلت في ذلك اليوم والرسول واقفٌ يخطب في عرفة قوله تعالى:" الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِيناً"، فيستحب صيام هذه الأيام العشرة والتي تُعدّ احسن وأفضل الأيام في حياة الإنسان، كما أنّه من المهم أن يجتهد الإنسان فيها بالصلاة والقيام والصدقات، أمّا يوم النّحر ويوم عيد الفطر فهما من احسن وأفضل الأيّام في حياة الإنسان ولذا كانا عيداً للمسلمين، حيث من المهم أن يستغلهما الإنسان في طاعة الله عز وجل، وصلّة الرحم، والإكثار من الصّدقات على قدر المستطاع.
