من هم أهل الكتاب

من هم أهل الكتاب

عندما خلق الله آدم عليه السلام ونفخ فيه الروح، أخرج من صُلب الآدمي الأول والنبيّ الأول كلَّ ذريّته إلى يوم القيامة، وأشهدَ هذهِ الذريّة على أنّهُ هو الله لا إله إلا هو، ولا شريك له، وبأنّهُ هو المُستحقّ للعبادة، فلا تكون حجّة لأحد أن يَكفُرَ بالله، وهذهِ الشهادة التي شهدناها لله جلّ جلاله في عالم الغيب هي الفِطرة الراسخة وهي التي وُلِدنا عليها، فما من مولود إلاّ ويُولَدُ على الفطرة، وتتردّد روحُ الإيمان بالخالق في قلبه ووجدانه، وهذهِ هي الدليل البديهيّ المتأصّل في الإنسان وهو داعي الإيمان الخفيّ في قلبه.


ومع وجود هذهِ الفطرة الإيمانيّة لدى الإنسان إلاّ أنّ الله عزَّ وجلّ برحمته وعظيم إرداته الخير للبشرأرسل الرُسُل من عنده بالرسالات وبالحقّ ليدعوا الناس إلى الإيمان بهِ وحده ونبذ ما يُشركونَ معهُ جلَّ جلاله، وقد أرسل الله من الرُسل ما أقامَ بهِ الحُجّة على الخلق، ففي بني اسرائيل كانَ كُلّما ماتَ نبيّ قامَ نبيّ، وكانوا مع ذلك يقتلون الأنبياء بغير الحقّ، وما أعظم من ذنب قتل النبيّ، وقد تجاسروا على الأنبياء قتلاً وإيذاءاً وكانوا كافرين.


من هم أهل الكتاب

وفي موضوعنا هذا سنتحدّث عن أهل الكتاب كما سمّاهم القرآن الكريم بهذا الإسم، وأهل الكتاب هم اليهود والنصارى بإجماع المُسلمين، وذلك لصريح الآيات الدالّة على أنّهم هم المقصودين بأهل الكتاب، قد كانت تسميتهم بأهل الكتاب استناداً إلى التوراة والإنجيل، حيث أُنزلت التوراة على سيّدنا موسى عليه السلام، والإنجيل الذي أنزلهُ الله سُبحانهُ وتعالى على سيّدنا عيسى عليه السلام، فيكون اليهود والنصارى بهذا الأمر هُم أهل الكتاب الذين دَعاهم الله جلّ جلاله إلى كلمة الحقّ والدّين القيّم وهو الإسلام، حيث تكون بين المسلمين وبين أهل الكتاب كلمةٌ سواء مُشتركة تجمعهم ولا تُفرّقهم وهي كما جاءت في الآية القرآنيّة الكريمة : (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ).


وقد قال بعض الأحناف وأتباع الفقه الظاهريّ كابن حزم الأندلسيّ أنَّ أهل الكتاب لفظٌ جامع يَدخُل فيه كُلّ من أرسل الله لهم الرُسُل والكتب السماوية كالمجوس والصابئة أو من لديهم كُتبٌ مقدّسة كالزابور والصُحُف وغيرها من الكتب التي أنزلها الله تعالى، ولكنّ هذا القول يُخالف ما عليه إجماع الأمّة من أنَّ المقصود بأهل الكِتاب هُم اليهود والنصارى فقط.

مشاركة المقال
x
اغلاق

مذكرات يوميه - نوع غشاء البكاره - الحروف الابجدية - كلام رومانسي - شهر 12 - كلام عن الام - خواطر حب - صفحات القرآن - الجري السريع - محيط المستطيل - كلام جميل عن الحب - كلمات عن الام - كلام في الحب - عبارات تهاني - كلام حب و عشق - طرق إثارة - دعاء للمريض - كلام حلو - الحروف العربية - قناة السويس - العشق - دعاء للميت - محيط المثلث - ادعية رمضان - أعرف نوع الجنين - كلام جميل