سوء الظن
سوء الظن من الآفات الاجتماعية المنتشرة بين الناس، وهو تخيّل وتوقع أقوال وأفعال قد تصدر من الآخرين دون التأكّد منها، ويترتب على هذا التفكير مجموعة من الآثار السلبية التي تعود على الشخص ومن حوله وتؤدي إلى زعزعة العلاقات الاجتماعية بين الأشخاص، وقطع الصلات الاجتماعية سواء كانت مع الأهل أو الأصدقاء أو زملاء العمل، ممّا يعمل على تدمير المجتمع والحيلولة دون النهوض به.
طريقة الانتهاء والتخلص من سوء الظن
للتخلص من هذه الآفة يجب القيام بالعديد من الطرق وخطوات وهي:
- اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى، والدعاء والتضرع له ليساعده على الانتهاء والتخلص من هذه العادة السيّئة والخطيرة، ولزوم الذكر والاستغفار، لأنه يساعد على استشعار الإنسان بمراقبة الله تعالى له، فيكف عن أذى الآخرين.
- أن يحب للآخرين ما يحب لنفسه، وأن يكره له ما يكرهه لنفسه، لأن ذلك يكون رادعاً ومانعاً من الظن السيئ بالآخرين، فقبل أن يسيء الظن بغيره، يجب أن يضع نفسه مكانهم، ويختبر مشاعره عندما يظنون به سوءاً.
- عدم الحكم على الآخرين، إلا بعد التحقق والحصول على الأدلة الكافية التي تدين هذا الشخص، وتجنّب الاكتفاء بالسمع فقط.
- معرفة وإدراك المخاطر التي تسببها هذه العادة السيئة، وما يترتب عليها من أضرار تعود على الشخص والمجتمع الذي يعيش فيه، والعقاب الذي سوف يناله من الله تعالى، لأن سوء الظن من الصفات التي نهى عنها الإسلام وحذر من مخاطرها.
- تهذيب النفس بقراءة القران الكريم، وتعبئة وقت الفراغ بالقيام بالأعمال التي تعود على الفرد والمجتمع بالمنفعة والفائدة.
- الابتعاد عن المجالس والأحاديث التي يكون فيها غيبة ونميمة وسوء ظن بالآخرين، فهذه المجالس تكسب الآثام وتحل غضب الله عليهم.
- تجنّب مجاراة الأشخاص الذين يسيئون الظن بالآخرين، وكفهم عن هذه الخصلة السيئة والبذيئة.
- أن يصلح الإنسان نفسه، لأن سوء الظن ينبع من مشاكل وعيوب وعقد داخل هذا الشخص، وهؤلاء الأشخاص يحملون صفات وطبيعة سيئة ومؤذية، فيعملون على بث الفتن والعداوة بين الناس، فضعفاء النفس والذين لا يمتلكون الثقة بنفسهم، هم أكثر الأشخاص الحاملين لهذه الصفة.
- عدم الاستسلام لهذه الصفة السيئة، والعمل على التخلص منها بجميع الطرق ووسائل والوسائل، لتهذيب النفس وتنظيفها من أي شوائب عالقة بها، وليكون إنسان صالح وثمرة منتجة في المجتمع الذي يعيش فيه.
عند القيام بهذه الطرق وخطوات يستطيع الإنسان الانتهاء والتخلص من عادة سوء الظن، والتحلي بحسن الظن في الآخرين والتي دعا إليها الدين الإسلامي، لما لها من أهمية وفائدة في بناء العلاقات الاجتماعية التي تقوم على أساس من المحبة والتفاهم بين الآخرين، وكسب مودة وثقة الآخرين بهذا الشخص، والابتعاد عن البغضاء والعداوة والكره للآخرين.